Wednesday, September 26, 2007

السيدة فاطمة بنت أسد

بسم الله الرحمن الرحيم

أول هاشمية تلد هاشميا و أول هاشمية تلد خليفة

لما توفيت دخل عليها النبي وجلس عند رأسها , و قال " رحمك الله يا أمي, كنت أمي ,تجوعين و تشبعينني ,وتعرين و تكسينني , و تمنعين نفسك طيبها و تطعمينني , تريدين بذلك وجه الله و الدار الآخرة " ثم أمر أن تغسل ثلاثا ً , فلما بلغ الماء الذى فيه الكافور,
سكبه رسول الله بيده , ثم خلع قميصه , فالبسها إياه , وكفنها, و لما حفر قبرها وبلغوا اللحد , حفره النبي بيده وأخرج ترابه ,فلما
فرغ , دخل صلى الله عليه و سلم فاضطجع فيه ثم قال " الله الذى يحيى و يميت , و هو حي لا يموت , اللهم أغفر لأمي فاطمة بنت
أسد , و لقنها حجتها , ووسعه عليها بحق نبيك و الأنبياء من قبلي , فانك أرحم الراحمين " ثم كبر عليها أربعا و أدخلها اللحد و معه
العباس و أبو بكر الصديق يساعدانه ] الطبرانى [

وعندما سأله الصحابة :

ما رأيناك صنعت بأحد ما صنعت بهذه , قال " إنه لم يكن بعد أبى طالب أبر بي منها , و إنما ألبستها قميصي لتكسى من حلل الجنه , و
اضطجعت فى قبرها لأهون عليها عذاب القبر " (رواه الطبرانى )

****
- هى :فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف الهاشميه

- أبوها :أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي

- أمها : " فاطمة بنت قيس "

- زوجها :أبو طالب عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم من قريش , والد " على بن أبى طالب " كرم الله وجهه , وعم النبى وكافله
ومربيه ومناصره .. كان من أبطال بنى هاشم ورؤسائهم , ومن الخطباء العقلاء وله تجارة كسائر قريش .

****
- أولادها :

1- على بن أبى طالب : رابع الخلفاء اراشدين , وأحد العشرة المبشرين بالجنه , وفارس رسول الله صلى الله عليه وسلم .

2- جعفر بن أبى طالب : الشهيد , جعفر الطيار , أحد الأمراء الثلاثة فى سرية مؤته
3- عقيل بن أبى طالب : كنيته أبو يزيد , أعلم قريش بأيامها ومآثرها ومثالبها وأنسابها , صحابى فصيح اللسان برز أسمه في الجاهليه وكان فى قريش أحد أربعه يتحاكم إليهم الناس فى المنافرات , بقى على الشرك حتى اخرجته قريش كرهاً للقتال فى غزوة
بدر وأسره المسلمون ففداه العباس بن عبد المطلب فرجع إلى مكه واسلم بعد الحديبيه سنه 8 هـ , وهاجر الى المدينه وشهد غزوة
مؤته وحنين
4- طالب بن أبى طالب : كان أكبر ولده ,أخرجته قريش كرها فى غزوة بدر للقتال ولم يوجد فى الاسرى أو القتلى ولم يرجع إلى مكه .
5- أم هانئ بنت أبى طالب : قيل اسمها هند وقيل فاطمه وقيل فاخته , أسلمت عام الفتح .
6 - جمانه بنت أبى طالب : تزوجها أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب , فولدت له جعفر بن أبى سفيان .

7- ريطه بنت أبى طالب : هى أم طالب بنت أبى طالب . والسيده فاطمه بنت أسد هى أم ولد أبى طالب كلهم , الرجال والنساء , عدا طليق ابن أبى طالب .

****

* رعايتها للنبى صلى الله عليه وسلم :

عهد بالرسول(ص) إلى عمه أبى طالب بعد وفاة جده عبد المطلب , فضمه إلى ولده وقدمه عليهم , ونالت السيده فاطمه بنت أسد القسط الأكبر فى رعايته وكانت تحبه وتبره وتعطف عليه كابن من أبنائها , فكانت أم النبى بعد أمه وقد ظلت ترعاه إلى أن تزوج صلى الله عليه وسلم بخديجه بنت خويلد رضى الله عنها .

****

- إسلامها :

كتمت السيده فاطمه إسلامها فى حياة زوجها أبى طالب , وبعد موته أعلنت اسلامها وهاجرت . فكانت من المهاجرات الأُوائل , وهى أول هاشميه ولدت خليفه ثم بعدها فاطمة الزهراء . كان الرسول صلى الله عليه وسلم يزورها ويقيل فى بيتها .

****

- روايتها للحديث : روت عن النبى صلى الله عليه وسلم (46 ) حديثاً

****


* توفيت (رضى الله عنها) فى حياة النبى( صلى الله عليه وسلم ), بالمدينه نحو السنه الخامسه من الهجرة .
- لما توفيت دعا لها الرسول (ص) وألبسها قميصه فكفنها به واضطجع فى قبرها .


فرضى الله عن السيده فاطمه بنت أسد فى الخالدين

Thursday, July 26, 2007

السيدة هــاجر

هــى

أم الذبيح اسماعيل بن ابراهيم عليهما السلام، وأطلق عليها أم العرب العدنانيين


قبل البداية

كانت هاجر زوجة لحاكم اقليم منف (أكبر الأقاليم المصرية)، وكان هناك صراعا داخليا على الحكم، فقتل الملك زوجها وسباها، ثم أهداها إلى السيدة سارة زوج نبى الله ابراهيم

اهدتها السيدة سارة إلى زوجها عندما يئست من انجاب ذرية له، لكنها لم تحتمل بفطرة حواء أن ينشغل زوجها بزوجته الجديدة وابنهما الوليد، فما كان منها إلا أن طلبت من الخليل ألا يجمعها بيت واحد مع السيدة هاجر


البداية

صوب الجنوب ولى ابراهيم وجهه مصطحبا هاجر والرضيع بوحى إلهى، وبجوار أول بيت عُبد فيه الله كان المقام، هناك تركهما ابراهيم مع التمر والماء


لم تكن مكة حينها إلا أرض مقفرة خلاء، ولم يكن يقصدها إلا البدو الرحل بحثا عن ماء أو مرعى .. ولم تقبل هاجر بهذا الوضع إلا يقينا منها بأن الله لن يضيعها ووليدها، وأن زوجها مأمور لحكمة لا يعلمها إلا الله


هناك .. حيث دعا ابراهيم ربه

ا(ربنا إنى أسكنت من ذريتى بواد غير ذى زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون، ربنا إنك تعلم ما نخفى وما نعلن وما يخفى على الله من شيء فى الأرض ولا فى السماء

[إبراهيم 37-38]


تركهما ابراهيم وعاد إلى مدينة أور فى بابل حيث زوجه الأولى السيدة ســارة


وحشــة .. ثم فــرج

يوما بعد آخر وهاجر مشغولة بالوليد، ترعاه وتتكفل برعايته حتى نفذ منها التمر والماء، وباءت كل محاولاتها للعثور على مصدر للماء بالفشل

جالت هاجر بين الصفا والمروة، ظلت تسعى بينهما جاهدة علها تجد ما يسد رمق الصغير حتى أرهقها التعب

لم تحتمل السيدة هاجر رؤية رضيعها يلفظ أنفاسه الأخيرة، فأبتعدت عنه باكية تخفى وجهها كيلا تتعذب برؤيته يحتضر، حتى أمر الله طائراً ينقر الأرض من تحت قدم الصغير فانبثق الماء بغزارة .. شربت وارتوى الصغير

الصحبــة

من بعيد رأت قافلة طائرا يحوم حول المكان، فعرفت أن هناك ماءا، استئذنت القافلة من السيدة هاجر أن يقيموا جوارها ولها الماء، فأذنت لهم

كانت القافلة من قبيلة "جرهم" العربية (يقال أنهم كانوا من أهلها فى منف)، بينهم شَبَّ الصغير وتعلم اللغة العربية .. وتزوج منهم


النهايـة

لم تكن السيدة هاجر إلا مثالاً للزوجة المطيعة والأم الرحيم، والمرأة المؤمنة، كرَّمها الله فجعل من سعيها بين الصفا والمروة من شعائر الحج، وذكرها النبى الكريم محمد

يقول النبى : "يرحم الله أم إسماعيل، لو تركت زمزم لكانت زمزم عينًا معينًا

[البخاري]


يقال أن السيدة هاجر توفيت فى الـ90 من عمرها ودفنها ابنها اسماعيل بجوار البيت الحرام

Friday, July 13, 2007

ربح البيع أبا يحي

*
*
.
كان الخناق يضيق حوله تدريجياً ،فقد أرسلوا في أسره أمهر قنّاصيهم ، أخذ يحث ناقته على الإسراع ،بإمكانه مراوغتهم والهرب من بين
براثنهم فقط لو تُسرع ناقته قليلاً ، بيد أنه وجد نفسه أمامهم ... وجهاً لوجه ، لم يجد بداً من الإلتفات إليهم ومواجهتهم ،وسُرعان ما انعقدت
صفقته الرابحه داخل عقله ليجد نفسه يهتف فيهم :
.
"يامعشر قريش ...لقد علمتم أني من أرماكم رجلاً ..وأيم الله لا تصلون إلىّ حتى أرمي بكل سهم معي في كنانتي ثم أضربكم بسيفي حتى لا يبقى في يدي منه شئ،فأقدموا إن شئتم ...وإن شئتم دللتكم على مالي ،وتتركوني وشأني "
.
توقفوا منصتين إليه ، صفقةُ رابحةُ بالنسبة لهم ،ما الضرر من تركه مقابل ماله ؟ لاشئ ، بل سيعود عليهم بالفائدة ،فثروته التي يعلمون
قدرها جيداً لن يستطيع أحداً منهم أن يصل إليها مالم يدلهم هو عليها :
.
"أتيتنا صعلوكاً فقيراً فكثر مالك عندنا،وبلغت بيننا مابلغت،والآن تنطلق بنفسك وبمالك ؟"
.
قالوها محاولين تبرير قبولهم ، لكنه لم يجد نفعاً من مجادلتهم ، دلّهم سريعاً على المكان الذي خبّأ فيه ثروته ثم أدار ناقته وانطلق يسبقه قلبه
إلى حيث كانت وجهته ، وأقفلوا هم راجعين تسبقهم أحلامهم في العثور على ثروةٍ طائلة .
لم يساوره الشك مطلقاً في أنه خرج من تلك الصفقة رابحاً ، وتأكّد ظنّه حينما أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم في "قباء" جالساً
وحوله عدداً من الصحابه ، استقبله صلى الله عليه وسلم مهللاً ومُبشراً :
.
"ربح البيع أبا يحي ...ربح البيع أبا يحي ... "
.
ومن فوق سبع سماوات جاءته بشرى المولى عزّ وجلّ :
.
"ومِنَ الناسِ من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله، والله رؤوف بالعباد "
.
صهيبٍ بن سنان .
.
ابوه كان حاكم (الأُبلّه) وولياً عليها لكسرى ، وكان من العرب الذين نزحوا إلى العراق قبل الإسلام ..وفي القصر القائم على شاطئ الفرات عاش طفلاً مُترفاً ومُنعمّاً ، إلى أن تعرضت البلاد لهجوم الروم أُسر فيه كثيرون من بينهم الغلام "صهيب بن سنان"،الذي ينتهي به المقام بين يدي تجّار الرقيق ...قضى "صهيب" طفولته وصدر شبابه في بلاد الروم حتى أخذ لهجتهم ،وبيع في النهاية ل"عبد الله بن جدعان" الذي أُعجب بذكاءه ونشاطه وإخلاصه ، فأعتقه وسمح له بالإتجار معه ...
.
إسلامه رضي الله عنه
.
يتحدّث عمّار بن ياسر عن تلك اللحظة قائلاً :
.
"لقيت صهيب بن سنان على باب دار الأرقم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم فيها.. فقلت له: ماذا تريد..؟فأجابني وما تريد أنت..؟قلت له: أريد أن أدخل على محمد، فأسمع ما يقول.قال: وأنا أريد ذلك..فدخلنا على الرسول صلى الله عليه وسلم، فعرض علينا الإسلام فأسلمنا.ثم مكثنا على ذلك حتى أمسينا..ثم خرجنا ونحن مستخفيان".!! "
.
لم يتردد "صهيب" يوماً في بذل نفسه وماله لأجل الله ورسوله ، فيتحدث عن هذا قائلاً :
.
" لم يشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مشهدا قط إلا كنت حاضره..
ولم يبايع بيعة قط إلا كنت حاضرها..
ولا يسر سرية قط. إلا كنت حاضرها..
ولا غزا غزاة قط، أوّل الزمان وآخره، إلا كنت فيها عن يمينه أو شماله..
وما خاف المسلمون أمامهم قط، إلا كنت أمامهم..
ولا خافوا وراءهم إلا كنت وراءهم..
وما جعلت رسول الله صلى الله عليه وسلم بيني وبين االعدوّ أبدا حتى لقي ربه" .
.
ما أروعه من بذلٍ وتضحيةٍ ، وماأروعها من لوحةٍ إيمانيهٍ سطرها بحبه لله ورسوله .
.
لم يتردد "عمر بن الخطاب" - رضي الله عنه - في إختياره ليحلّ محله في إمامة الناس في الصلاه ، وما أعظمه من شرف توّج به أمير
المؤمنين رأسه ،
فبعد الإعتداء على أمير المؤمنين وهو يُصلي بالمسلمين صلاة الفجر ، وبعدما أحس قُرب نهاية أجله ، راح يُلقي على أصحابه وصيته الأخيرة ،فكان مما قال :
"وليُصلّ بالناس صهيب" .
.
وفاته رضي الله عنه :
.
توفى صهيب -رضي الله عنه - في شوال من عام ثمانية وثلاثين بالمدينة و قيل : عام تسع وثلاثين عن ثلاث و سبعين سنة قضاها تحت راية الإسلام ، طائعاً لله عز وجلّ وخير تابعاً لسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجمعنا بهم ومعهم في دار كرامته إنه سميعُ قريبُ مجيب الدعوات
.
المصدر : كتاب رجال حول الرسول
*
*

Friday, July 6, 2007

الحديث الأول

*
*
.
عن أمـيـر المؤمنـين أبي حـفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عـليه وسلم يـقـول : ( إنـما الأعـمـال بالنيات وإنـمـا لكـل امـرئ ما نـوى . فمن كـانت هجرته إلى الله ورسولـه فهجرتـه إلى الله ورسـوله ومن كانت هجرته لـدنيا يصـيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه ).
.
رواه إمام المحد ثين أبـو عـبـد الله محمد بن إسماعـيل بن ابراهـيـم بن المغـيره بن بـردزبه البخاري الجعـفي،[رقم:1] وابـو الحسـيـن مسلم بن الحجاج بن مـسلم القـشـيري الـنيسـابـوري [رقم :1907] رضي الله عنهما في صحيحيهما اللذين هما أصح الكتب المصنفه.
.
شرح مُبسط :
.
- الأعمال : ما المراد بالأعمال هنا ؟
.
هل هي جميع الأعمال ؟ أم أنها الأعمال التي يُتقرب بها إلى الله عز وجل ؟
هذان قولان لأهل العلم لكن الأصح أن كلمة الأعمال هنا تعني جميـع الأعـمال .
.
- النية : النية معناها لغةً : القصد
نويت أن أصلي صلاة العصر أي قصدت صلاة العصر
أما معناها شرعاً : فيُراد بها معنيان :
.
الأول : تمييز عمل عن غيره ... أي على سبيل المثال صلاتي الظهر و العصر كلتاهما أربع ركعات ، لكن ما الذي سيُميز صلاتي للعصر عن صلاتي للظهر ؟
النية ... هي ما ستميز هذا عن ذاك
.
أما الثاني : تمييز المقصود بالعمل
ماذا نعني بتمييز المفصود بالعمل ، أي هذا العمل لله ؟ أم لغيره ؟ أم لله ولغيره
ذهب ثلاثة أصدقاء لأداء الصلاة .. الأول ذهب ليؤديها طاعةً لله عز وجل ، الثاني مُجاملةً لصديقه ، أما الثالث فذهب خوفاً من والده ، كل منهم أدى نفس العمل لكن القصد منه اختلف تبعاً لنيةً أداء العمل .
.

- إنما الأعمال بالنيات : أي أن الأعمال جزاءها النيات
.
- فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله
.
الهجرة :
معناها لغةً : الإنتقال أو الترك
أما إصطلاحاً : فتدرجت على ثلاث مراحل :
.
1- الإنتقال من مكه إلى المدينة
.
2- الإنتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام
.
3- الإنتقال من الذنوب والمعاصي إلى الطاعات
.
ما المعنى الذي يُريد الحديث أن ينقلنا إليه؟
.
إذا نظرنا للمعنى الأول فسنجد أنه غير باقي .. لماذا ؟
.
لأنه انتهى بفتح مكه ،فلا هجرة بعد الفتح كما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
.
حسناً .. ماذا عن المعنى الثاني إذاً ؟
.
المعنى الثاني ليس باق على الإطلاق ، ماذا نعني بليس باقٍ على الإطلاق؟
.
أي أنه باقٍ إذا وُجد سببه ، فشخص مُقيم في بلاد شرك لكنه لا يستطيع أن يُهاجر ، أو أنه يقيم شعائر دينه في تلك البلد فلا خوف على دينه ، إذن هجرته هنا غير واجبه .. فمتى تكون واجبه ؟
إذا كان بإستطاعته الهجره ، وإذا خاف على دينه
أي أن المعنى باقٍ إذا وُجد سببه
.
أما المعنى الثالث : فباقي وواجب على الجميع
.
هجرة الذنوب والمعاصي ومانهى الله عنه ، فكما قال رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام
"المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، و المهاجرمن هجر مانهى الله عنه "
.
عادةً في أسلوب الشرط العربي يكون الجواب غير الشرط و الشرط غير الجواب
إذا نجحت فسأعطيك هديه
لكن هنا في هذا الحديث الشريف ،نجد الجزاء مثل الشرط
من كانت هجرته إلى الله ورسوله
فهجرته إلى الله ورسوله
.
وهذا لأن الجزاء قد يكون في اللفظ ظاهراً ، وقد يكون في المعنى ، وهنا الجزاء في المعنى
فهجرته إلى الله ورسوله ، أي جزاءه وثوابه على الله ورسوله
.
-ومن كانت هجرته لـدنيا يصـيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه
أي أن جزاءه كذلك سيكون تحصيل ما أراد بهذه الهجره
.
سبب الحديث :
.
السبب الذي ورد عن هذا الحديث ، أنه جاء في رجل من الأعراب هاجر مع النبي صلى الله عليه وسلم بغرض خطبة امرأة كانت تُدعى "أم قيس" لذلك سمي "مهاجر بن قيس" أي أنه لم يُهاجر من أجل الهجرة و لكنه هاجر من أجل امرأة
.
ولكن يقول الحافظ بن رجب :
تتبعت هذا السبب فلم أجد له أصلاً
لذلك لا يصح هذا السبب إسناداً .... و الله أعلم
.
: أهمية الحديث
.
يقول الإمام الشافعي : هذا الحديث ثلث العلم ويدخل في سبعين باباً من أبواب الفقه.
.
و الإمام أحمد بن حنبل : يقول أن أصول الإسلام على ثلاث أحاديث ذكر منها هذا الحديث.
.
ومن أهميته .. بدأ به الإمام البخاري كتابه وجعله أول حديث رغم أنه في الظاهر لا ينتمي إلى الباب الذي تصدر الكتاب وهو باب "الوحي" وتبعه في ذلك الكثير من أهل العلم منهم الإمام النووي فجاء بهذا الحديث في الصدارة ليكون بمثابة مقدمه مفادها أن كل عمل لا يقوم إلا على نية صالحه
.
المصدر : محاضرات الشيخ فالح بن محمد الصغير
*
*

Tuesday, June 26, 2007

عن الأربعون النووية

بسم الله الرحمن الرحيم
.
عن زيد بن ثابت قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " نضَّر الله امرأ سمع منا حديثاً فحفظه حتى يبلغه غيره فرُبَّ حامل فقهٍ إلى مَن هو أفقه منه ، ورب حامل فقهٍ ليس بفقيهٍ ".
.
رواه الترمذي ( 2656 ) وحسَّنه ، وأبو داود ( 3660 ) ، وابن ماجه ( 230 ) .
.
إنطلاقاً من قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم شرع الإمام "النووي" في وضع أربعينيته "الأربعون النووية" .
وانطلاقاً منه كذلك سنحاول هنا ان نتعرض لها بببعضاً من الشرح الخفيف
.
تأليف الأربعينيات نهجُُ اتّخذه بعض العلماء إنطلاقاً من حديثٍ آخر :
.
" من حفظ على أمتي أربعين حديثاً كُتب فقيهاً "
.
وله رواياتٍ أخرى بألفاظ مختلفة : " .. بعثه الله يوم القيامة في زمرة الفقهاء والعلماء " ، وفي رواية " بعثه الله عالماً فقيهاً " ، وفي رواية " وكنت له يوم القيامة شافعاً وشهيداً " ، وغيرها .
.
لكنّ أهل العلم اجتمعوا على انه حديث ضعيف،والإمام النووي نفسه لم يستند إليه بل استند إلى الحديث الذي ذكرناه في بادئ الأمر .والأربعينيات قد تؤلف في موضوعات بعينها ، قد يضعها البعض عن الأحكام أو العبادات .. الخ ، لكن الأمام النووي وجد أنه ليس هناك أفضل من قواعد الدين ليكتب عنها ،فالدين ينطلق من قواعد أساسية تُستنبط من كتاب الله وسنة رسوله ، فجعل من أربعينيته جامعاً وشاملاً لقواعد الدين فنجدها تتضمن حديثاً عن مراتب الدين ، النية ، قاعدة الحلال والحرام أو القدر ... الخ وكلها من قواعد وأساسيات الدين
.

هذه الأحاديث كان قد بدأها "أبو عمر بن الصلاح" فوصل إلى 20 أو 22 حديثاً ، نظر فيها الإمام النووي فوجد أنها تشتمل على قواعد الدين فزادها إلى 42 حديثاً ،لذلك سميت ب "الأربعين" و "النوويه" نسبة إليه الإمام "محيي الدين بن شرف النووي" .
.
ولد الإمام النووي عام 631 للهجره ،وتوفي وهو لم يتعد الخامسة والأربعين من عمره ،ومع ذلك نال لقب "الإمامه" لأنه ملأ شبابه بالإطلاع والبحث والقراءة والإستطلاع . ليكون صاحباً لأكثر الكتب قراءةً ورواجاً : رياض الصالحين ، وكتاب الأذكار ، و الأربعون النووية .
.
الأربعون النووية نالت اهتمام كثيرين من أهل العلم فشرعو في شرحها وتفصيلها ،وكان من أكثر الشروحات استفاضه "جامع العلوم والحكم" للإمام بن رجب الحنبلي .
.
والإمام النووي نفسه علّق عليها وشرحها شرحاً بسيطاً .
.
نستطيع القول إن تلك كانت نبذه سريعه عن "الأربعون النوويه" قبل أن نبدأ في التعرض لكل حديث منها بشكل أكثر تفصيلاً بإذن الله سنبدأ به من البوست القادم بعون الله وسنُتابع نشره على التوالي .
.
المصدر : محاضرات الشيخ فالح بن محمد الصغير
******

Tuesday, June 5, 2007

أعلم أهل الأمة بالحلال و الحرام

المكان : مكة المكرمة .
.
الزمان : العام الثالث عشر من البعثة .
.
الحدث : بيعة العقبة الثانية .
.
في موسم الحج للعام الثالث عشر من الهجرة والذي تلى "بيعة العقبة الأولى" جلس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين ثلاثاً وسبعين رجلاً(اثنان وستون من الخزرج ، وأحد عشر من الأوس ومعهم امرأتان) يُطلعهم على شروط البيعة قائلاً :
.
"أشترط لربى أن تعبدوه وحده ولا تشركوا به شيئاً ، ولنفسي أن تمنعونى مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم متى قدمت عليكم"
.
إذا أمعنت النظر بين الجالسين ستجد شاباً في الثامنة عشرة من عمره ، مُشرق الوجه ،هادئُ المجلس ،تتّقد عينيه ذكاءً
.
ذلك كان معاذ بن جبل .
.
من قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم :
- " أعلم أمتي بالحلال و الحرام معاذ بن جبل" *
.

وقال عنه :
- خذوا القرآن من أربعـة : من عبد الله ابن مسعـود وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل وسالم مولى أبي حذيفـة "
.
وهو من قال عنه الفاروق عمر بن الخطاب :
- "من أراد الفقه فليأت معاذ بن جبل"
.
معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس الخزرجي الأنصاري - رضي الله عنه - وكنيته أبا عبدالرحمن .
.
أنعم الله سبحانه وتعالى على "مُعاذ" بعقلٍ راجح وفكرٌ مستنير ، ومنطقاً آسراً مُقنعاً ، جعلوا منه حجةً في الفقه ، يُحتكم بأمره و يُفصل به .
وكل هذا لم يأت مُعاذاً من فراغ ، بل نتاجاً لحرصه على ملازمة النبي - صلى الله عليه وسلم - منذ هاجر إلى المدينة ، فأخذ عنه القرآن الكريم و الشرائع الإسلامية ليكون واحداً من الستة الذين حفظوا القرآن على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - و واحداً من صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذين انتهجوا بنهجه و تتبّعوا خُطاه ...
.
انظروا للمكانة التي منحها رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل ...
.
يقول معاذ :"أخذ بيدي رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقال إني لأحبك يا ‏ ‏معاذ ‏ ‏فقلت وأنا أحبك يا رسول الله فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فلا تدع أن تقول في كل صلاة ‏ ‏رب أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك"
.
وليس هذا فحسب بل بلغت منزلة معاذ أعلى من هذا فقد كان يُردفه رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه على ظهر دابّةٍ واحده ...
.
يقول معاذ :" بينما أنا رديف النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ليس بيني وبينه إلا آخرة الرحل فقال يا ‏ ‏معاذ ‏ ‏قلت لبيك يا رسول الله وسعديك ثم سار ساعة ثم قال يا ‏ ‏معاذ ‏ ‏قلت لبيك رسول الله وسعديك ثم سار ساعة ثم قال يا ‏ ‏معاذ بن جبل ‏ ‏قلت لبيك رسول الله وسعديك قال ‏ ‏هل تدري ما حق الله على عباده قلت الله ورسوله أعلم قال حق الله على عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ثم سار ساعة ثم قال يا ‏ ‏معاذ بن جبل ‏ ‏قلت لبيك رسول الله وسعديك قال هل تدري ما حق العباد على الله إذا فعلوه قلت الله ورسوله أعلم قال حق العباد على الله أن لا يعذبهم ،فقلت ألا أخبر الناس ؟ قال : لا لئلا يتكلوا "
.
إذن فهذا أمراً استودعه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- معاذ بن جبل وخصّه به وحده ، أوليس هذا بأبلغ دليل على قدر منزلة وحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لمعاذ ؟
.
وقد عمل معاذ بأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولم يُخبر به إلا قبل موته -رضى الله عنه- خشيةً أن يأثم لتكتّمه علماً .
.
لم يترك "معاذ" فرصةً إلا ويُحاول الإستزاده من نبع النبوة الصافي الذي لا ينضب ، فيأتي معاذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوماً قائلاً :
.
"يا نبي الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار قال لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه ‏ ‏تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة ‏ ‏وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج ‏ ‏البيت ‏ ‏ثم قال ألا أدلك على أبواب الخير الصوم جنة ‏ ‏والصدقة ‏‏تطفئ الخطيئة وصلاة الرجل في جوف الليل ثم قرأ قوله تعالى ‏ " تتجافى ‏ ‏جنوبهم عن المضاجع ..‏ ‏حتى بلغ ‏ ‏يعملون" ‏ ثم قال ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة ‏ ‏سنامه ‏ ‏فقلت بلى يا رسول الله قال رأس الأمر وعموده الصلاة وذروة ‏ ‏سنامه ‏ ‏الجهاد ثم قال ألا أخبرك بمِلاك** ذلك كله فقلت له بلى يا نبي الله فأخذ بلسانه فقال كف عليك هذا فقلت يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به فقال ‏ ‏ثكلتك ‏ ‏أمك يا ‏ ‏معاذ ‏ ‏وهل يكب الناس على وجوههم في النار ‏ ‏أو قال على مناخرهم ‏ ‏إلا حصائد ألسنتهم "
.
ياله من حوارٍ رائع بين معلم البشرية و تلميذِ دار في فلك النبوة المشرقة التي لا تغيب إلى يوم القيامة ، حوار يأتينا بدُررٍ لتتوّجنا يوم القيامة-بإذنه تعالى- من أصحاب اليمين .
.
تلك كانت نشأة معاذ بن جبل ، وما أعظمها من نشأة بين يدي رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة و السلام
.
* معاذ بن جبل سفيراً للإسلام *
.
جاءت رسل ملوك اليمن في أوائل العام العاشر من الهجرة بعد عودة النبي-صلى الله عليه وسلم- من غزوة تبوك وطلبوا منه أن يرسل معهم من يعلمهم ويُفقههم في أمور الدين فوقعت عين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على "معاذ بن جبل" واختاره ليكون سفيراً للإسلام و المسلمين باليمن ، وقبل ذهابه يخرج معه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليوصيه قائلاً :
.
"يا معاذ ‏إنك تأتي قوما من ‏أهل الكتاب ‏فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد في فقرائهم فإن هم أطاعوا لذلك فإياك ‏ ‏وكرائم*** ‏ ‏أموالهم واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب"
.
ولقد تشرّب معاذ دروس رسول الله صلى الله عليه وسلم و أجاد تطبيقها فيلقاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوماً قائلاً :
"كيف تقضي إذا عرض لك قضاء قال أقضي بكتاب الله قال فإن لم تجد في كتاب الله قال فبسنة رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال فإن لم تجد في سنة رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ولا في كتاب الله قال أجتهد رأيي ولا ‏ ‏آلو **** ‏فضرب رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏صدره وقال الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما ‏ ‏يرضي رسول الله "
.
وقبل ذهابه يودعّه رسول الله صلى الله عليه وسلم وداعاً مؤثراً، فبعد أن يفرُغ من نصحه ومُعاذ راكباً ورسول الله ‏-صلى الله عليه وسلم- ‏ ‏يمشي تحت راحلته قائلاً :
"يا ‏ ‏معاذ ‏ ‏إنك عسى أن لا ‏ ‏ تلقاني بعد عامي هذا أو لعلك أن تمر ‏ ‏بمسجدي ‏ ‏هذا أو قبري فبكى ‏ ‏معاذ ‏ ‏جشعا ‏ ‏لفراق رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ثم التفت فأقبل بوجهه نحو ‏ ‏المدينة ‏ ‏فقال ‏ ‏إن أولى الناس بي المتقون من كانوا وحيث كانوا "
.
ينطلق بعدها معاذ إلى اليمن مُحملاً بنصائحه صلى الله عليه وسلم وشرائع الحقّ جلّ جلاله ، ولأنه -صلى الله عليه وسلم- لا ينطق عن الهوى لايعود معاذ إلا بعد وفاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- و عند عودته يمر على قبر أستاذه ومعلم البشرية -عليه أفضل الصلاة والسلام- ، ولايطيق "معاذ" بقاءً بالمدينة فلقد عاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن يكون رايةً من رايات الجهاد فيستأذن خليفة رسول الله-صلى الله عليه وسلم- أبا بكر ألا يُقيم بالمدينة و أن يعود على الفور إلى بلاد الشام عسى أن يرزقه الله سبحانه و تعالي الشهادة هناك .فيأذن له "الصدّيق" و ينطلق معاذ ليجاهد تحت أمرة أبا عبيدة بن الجرّاح ..
.
ويشاء الله سبحانه وتعالى أن يموت أبا عبيدة بالطاعون فيأمر عمر بن الخطاب -الخليفة آنذاك - أن يتولى القيادة "معاذ بن جبل" ، لكن لم تمض أيام قلائل إلا ويُبتلى معاذ بن جبل بالطاعون .
.
لينام ابن الثالثة و الثلاثين على فراش الموت مُحدقاً في السماء مناجياً المولى عز وجل :
.
"اللهم إنك تعلم أني كنت أخافك ولكني اليوم أرجوك ، اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحب الدنيا لجري الأنهار،ولا لغرس الأشجار ....لوكن لظمأ الهواجر ومكابدة الساعات ،ونيل المزيد من العلم و الإيمان و الطاعة "
.
ثم بسط يمينه كأنه يصافح الموت : " مرحباً بالموت .. حبيب جاء على فاقه "
.
وفاضت روحه الطاهرة ليلقى الأحبه ..
.
نسأل الله سبحانه وتعالي أن يجمعنا بهم ومعهم في دار كرامته إنه سميع قريبُُ مجيب الدعوات .
.
____________________________
.
*
عن حديث رواه أحمد و الترمذي : [ عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أرحم أمتي بأمتي أبو بكر و أشدهم في أمر الله عمر و أصدقهم حياء عثمان و أعلمهم بالحلال و الحرام معاذ بن جبل و أفرضهم زيد بن ثابت و أ قرؤهم أبي بن كعب و لكل أمة أمين و أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح[
.
‏**
بمِلاك : بكسر الميم ، أي :بما به يملك الإنسان ذلك كله بحيث يسهل عليه جميع ما ذكر
.
***
كرائم : جمع كريمة وهي جامعة الكمال الممكن في حقها من غزارة لبن وجمال صورة أو كثرة لحم أو صوف
.
****
ولا آلو : بمد الهمزة - متكلم من آلى يألو ، و قال الخطابي : معناه لا أقصر في الاجتهاد ولا أترك بلوغ الوسع فيه
.
المصادر : كتاب رجال حول الرسول
خطب الشيخ الفاضل محمد حسّان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

Sunday, June 3, 2007

السيدة حليمة السعدية



والأن مع أم النبى صلى الله عليه وسلم من الرضاعه



السيدة ( حليمة السعديه )

- هي :

السيدة" حليمة بنت أبى ذؤيب عبد الله بن الحارث بن شجنة بن رزام بن ناصرة ابن سعد بن بكر بن هوازان .
زوجها : " الحارث بن عبد العزى "


- مرضعة النبى (ص) :

عندما قدمت السيدة حليمة رضى الله عنها –مكة تلتمس طفلا رضيعا ً , وكانت تلك السنه مقحطة جافه على قبيلتها (قبيلة بنى سعد) مما جعل النساء يسعين وراء الرزق, فأتين مكة ,حيث جرت العادة عند أهلها أن يدفعوا بصغارهم الرضع إلى من يكفلهم كانت تلك السنه مجدبة
كما تروى السيدة حليمة فتقول :

قدمت مكة فى نسوه من بني سعد ,نلتمس الرضعاء فى سنه شهباء (مجدبة) على أتان ضعيفة (أنثى الحمار ) معي صبى وناقه مسنة , ووالله ما نمنا ليلتنا لشده بكاء صبينا ذاك من ألم الجوع , و لا أجد فى ثديي ما يعينه ,و لا فى ناقتنا ما يغذيه , فسرنا على ذلك حتى أتينا مكة , وكان الركب قد سبقنا إليها , فذهبت إلي رسول الله فأخذته , فما هو إلا أن أخذته فجئت به رحلي ,حتى أقبل على ثدياى بما شاء من لبن, وشرب أخوه حتى روى , وقام زوجي إلى الناقه فوجدها حافلة باللبن فحلب وشرب , ثم شربت حتى ارتوينا فبتنا بخير ليله , فقال لي زوجي . يا حليمة ! والله إني لاراك قد أخذت نسمه مباركه , ألم ترى ما بتنا به الليلة من الخير و البركة حين أخذناه


- كانت السيدة حليمة حانية على الرسول لا تفرق فى المعاملة بينه و بين أولادها من زوجها .. وكان لها من زوجها " الحارث بن عبد العزى" أبناء هم أخوه الرسول من الرضاعة و هم " عبد الله" و " أنيسة" , و" حذا فه" ( وهى الشيماء)


- وقد كان الرسول عليه السلام يكرم السيدة حليمة ويعلى قدرها فقد عاش معها قرابة أربعه أعوام تربى فيها على الأخلاق العربية الحميدة وقد ردته إلى أمه السيدة أمنه بنت وهب , وعمره خمس سنوات و شهر واحد.


- إسلامها رضى الله عنها :
قدمت مع زوجها بعد النبوة فأسلما .
- قدم الحارث بن عبد العزى زوج حليمة السعدية , إلى مكة فقالت له قريش :"ألا تسمع مايقول ابنك ؟ إن الناس يبعثون بعد الموت
فقال : أى بنى , ماهذا الذى تقول ؟
قال :" نعم , لو قد كان ذلك اليوم أخذت بيدك حتى أعرفك حديثك اليوم " .
فأسلم الحارث بعد ذلك , وحسن إسلامه , وكان يقول :" لو قد أخذ ابنى بيدى لم يرسلنى حتى يدخلنى الجنة ".


- عن أبى الطفيل قال :
" رأيت رسول الله يقسم لحما بالجعفرانه , فجاءته امرأة فبسط لها رداءه فجلست عليه , فقلت من هذه ؟ فقالوا : أمه التى أرضعته" (الطبرانى)


- وفاتها :

توفيت رضى الله عنها فى السنه الثامنه من الهجرة .. وقد ذرفت عيناه ( صلى الله عليه وسلم ) بالدموع عليها.
رضى الله عن السيده حليمه وأرضاها .. وسلام عليها فى الخالدين .
.
.
.
المصدر : حياة الصحابيات وسيرتهن العطره ..
تأليف : فؤاد بن سراج عبد الغفار كتيب أمهات النبي