*
*
.
كان الخناق يضيق حوله تدريجياً ،فقد أرسلوا في أسره أمهر قنّاصيهم ، أخذ يحث ناقته على الإسراع ،بإمكانه مراوغتهم والهرب من بين
براثنهم فقط لو تُسرع ناقته قليلاً ، بيد أنه وجد نفسه أمامهم ... وجهاً لوجه ، لم يجد بداً من الإلتفات إليهم ومواجهتهم ،وسُرعان ما انعقدت
صفقته الرابحه داخل عقله ليجد نفسه يهتف فيهم :
براثنهم فقط لو تُسرع ناقته قليلاً ، بيد أنه وجد نفسه أمامهم ... وجهاً لوجه ، لم يجد بداً من الإلتفات إليهم ومواجهتهم ،وسُرعان ما انعقدت
صفقته الرابحه داخل عقله ليجد نفسه يهتف فيهم :
.
"يامعشر قريش ...لقد علمتم أني من أرماكم رجلاً ..وأيم الله لا تصلون إلىّ حتى أرمي بكل سهم معي في كنانتي ثم أضربكم بسيفي حتى لا يبقى في يدي منه شئ،فأقدموا إن شئتم ...وإن شئتم دللتكم على مالي ،وتتركوني وشأني "
.
توقفوا منصتين إليه ، صفقةُ رابحةُ بالنسبة لهم ،ما الضرر من تركه مقابل ماله ؟ لاشئ ، بل سيعود عليهم بالفائدة ،فثروته التي يعلمون
قدرها جيداً لن يستطيع أحداً منهم أن يصل إليها مالم يدلهم هو عليها :
.
"أتيتنا صعلوكاً فقيراً فكثر مالك عندنا،وبلغت بيننا مابلغت،والآن تنطلق بنفسك وبمالك ؟"
.
قالوها محاولين تبرير قبولهم ، لكنه لم يجد نفعاً من مجادلتهم ، دلّهم سريعاً على المكان الذي خبّأ فيه ثروته ثم أدار ناقته وانطلق يسبقه قلبه
إلى حيث كانت وجهته ، وأقفلوا هم راجعين تسبقهم أحلامهم في العثور على ثروةٍ طائلة .
لم يساوره الشك مطلقاً في أنه خرج من تلك الصفقة رابحاً ، وتأكّد ظنّه حينما أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم في "قباء" جالساً
وحوله عدداً من الصحابه ، استقبله صلى الله عليه وسلم مهللاً ومُبشراً :
.
"ربح البيع أبا يحي ...ربح البيع أبا يحي ... "
.
ومن فوق سبع سماوات جاءته بشرى المولى عزّ وجلّ :
.
"ومِنَ الناسِ من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله، والله رؤوف بالعباد "
.
صهيبٍ بن سنان .
.
ابوه كان حاكم (الأُبلّه) وولياً عليها لكسرى ، وكان من العرب الذين نزحوا إلى العراق قبل الإسلام ..وفي القصر القائم على شاطئ الفرات عاش طفلاً مُترفاً ومُنعمّاً ، إلى أن تعرضت البلاد لهجوم الروم أُسر فيه كثيرون من بينهم الغلام "صهيب بن سنان"،الذي ينتهي به المقام بين يدي تجّار الرقيق ...قضى "صهيب" طفولته وصدر شبابه في بلاد الروم حتى أخذ لهجتهم ،وبيع في النهاية ل"عبد الله بن جدعان" الذي أُعجب بذكاءه ونشاطه وإخلاصه ، فأعتقه وسمح له بالإتجار معه ...
.
إسلامه رضي الله عنه
"يامعشر قريش ...لقد علمتم أني من أرماكم رجلاً ..وأيم الله لا تصلون إلىّ حتى أرمي بكل سهم معي في كنانتي ثم أضربكم بسيفي حتى لا يبقى في يدي منه شئ،فأقدموا إن شئتم ...وإن شئتم دللتكم على مالي ،وتتركوني وشأني "
.
توقفوا منصتين إليه ، صفقةُ رابحةُ بالنسبة لهم ،ما الضرر من تركه مقابل ماله ؟ لاشئ ، بل سيعود عليهم بالفائدة ،فثروته التي يعلمون
قدرها جيداً لن يستطيع أحداً منهم أن يصل إليها مالم يدلهم هو عليها :
.
"أتيتنا صعلوكاً فقيراً فكثر مالك عندنا،وبلغت بيننا مابلغت،والآن تنطلق بنفسك وبمالك ؟"
.
قالوها محاولين تبرير قبولهم ، لكنه لم يجد نفعاً من مجادلتهم ، دلّهم سريعاً على المكان الذي خبّأ فيه ثروته ثم أدار ناقته وانطلق يسبقه قلبه
إلى حيث كانت وجهته ، وأقفلوا هم راجعين تسبقهم أحلامهم في العثور على ثروةٍ طائلة .
لم يساوره الشك مطلقاً في أنه خرج من تلك الصفقة رابحاً ، وتأكّد ظنّه حينما أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم في "قباء" جالساً
وحوله عدداً من الصحابه ، استقبله صلى الله عليه وسلم مهللاً ومُبشراً :
.
"ربح البيع أبا يحي ...ربح البيع أبا يحي ... "
.
ومن فوق سبع سماوات جاءته بشرى المولى عزّ وجلّ :
.
"ومِنَ الناسِ من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله، والله رؤوف بالعباد "
.
صهيبٍ بن سنان .
.
ابوه كان حاكم (الأُبلّه) وولياً عليها لكسرى ، وكان من العرب الذين نزحوا إلى العراق قبل الإسلام ..وفي القصر القائم على شاطئ الفرات عاش طفلاً مُترفاً ومُنعمّاً ، إلى أن تعرضت البلاد لهجوم الروم أُسر فيه كثيرون من بينهم الغلام "صهيب بن سنان"،الذي ينتهي به المقام بين يدي تجّار الرقيق ...قضى "صهيب" طفولته وصدر شبابه في بلاد الروم حتى أخذ لهجتهم ،وبيع في النهاية ل"عبد الله بن جدعان" الذي أُعجب بذكاءه ونشاطه وإخلاصه ، فأعتقه وسمح له بالإتجار معه ...
.
إسلامه رضي الله عنه
.
يتحدّث عمّار بن ياسر عن تلك اللحظة قائلاً :
.
"لقيت صهيب بن سنان على باب دار الأرقم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم فيها.. فقلت له: ماذا تريد..؟فأجابني وما تريد أنت..؟قلت له: أريد أن أدخل على محمد، فأسمع ما يقول.قال: وأنا أريد ذلك..فدخلنا على الرسول صلى الله عليه وسلم، فعرض علينا الإسلام فأسلمنا.ثم مكثنا على ذلك حتى أمسينا..ثم خرجنا ونحن مستخفيان".!! "
.
لم يتردد "صهيب" يوماً في بذل نفسه وماله لأجل الله ورسوله ، فيتحدث عن هذا قائلاً :
يتحدّث عمّار بن ياسر عن تلك اللحظة قائلاً :
.
"لقيت صهيب بن سنان على باب دار الأرقم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم فيها.. فقلت له: ماذا تريد..؟فأجابني وما تريد أنت..؟قلت له: أريد أن أدخل على محمد، فأسمع ما يقول.قال: وأنا أريد ذلك..فدخلنا على الرسول صلى الله عليه وسلم، فعرض علينا الإسلام فأسلمنا.ثم مكثنا على ذلك حتى أمسينا..ثم خرجنا ونحن مستخفيان".!! "
.
لم يتردد "صهيب" يوماً في بذل نفسه وماله لأجل الله ورسوله ، فيتحدث عن هذا قائلاً :
.
" لم يشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مشهدا قط إلا كنت حاضره..
ولم يبايع بيعة قط إلا كنت حاضرها..
ولا يسر سرية قط. إلا كنت حاضرها..
ولا غزا غزاة قط، أوّل الزمان وآخره، إلا كنت فيها عن يمينه أو شماله..
وما خاف المسلمون أمامهم قط، إلا كنت أمامهم..
ولا خافوا وراءهم إلا كنت وراءهم..
وما جعلت رسول الله صلى الله عليه وسلم بيني وبين االعدوّ أبدا حتى لقي ربه" .
.
ما أروعه من بذلٍ وتضحيةٍ ، وماأروعها من لوحةٍ إيمانيهٍ سطرها بحبه لله ورسوله .
.
لم يتردد "عمر بن الخطاب" - رضي الله عنه - في إختياره ليحلّ محله في إمامة الناس في الصلاه ، وما أعظمه من شرف توّج به أمير
المؤمنين رأسه ،
.
ما أروعه من بذلٍ وتضحيةٍ ، وماأروعها من لوحةٍ إيمانيهٍ سطرها بحبه لله ورسوله .
.
لم يتردد "عمر بن الخطاب" - رضي الله عنه - في إختياره ليحلّ محله في إمامة الناس في الصلاه ، وما أعظمه من شرف توّج به أمير
المؤمنين رأسه ،
فبعد الإعتداء على أمير المؤمنين وهو يُصلي بالمسلمين صلاة الفجر ، وبعدما أحس قُرب نهاية أجله ، راح يُلقي على أصحابه وصيته الأخيرة ،فكان مما قال :
"وليُصلّ بالناس صهيب" .
.
وفاته رضي الله عنه :
.
توفى صهيب -رضي الله عنه - في شوال من عام ثمانية وثلاثين بالمدينة و قيل : عام تسع وثلاثين عن ثلاث و سبعين سنة قضاها تحت راية الإسلام ، طائعاً لله عز وجلّ وخير تابعاً لسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجمعنا بهم ومعهم في دار كرامته إنه سميعُ قريبُ مجيب الدعوات
"وليُصلّ بالناس صهيب" .
.
وفاته رضي الله عنه :
.
توفى صهيب -رضي الله عنه - في شوال من عام ثمانية وثلاثين بالمدينة و قيل : عام تسع وثلاثين عن ثلاث و سبعين سنة قضاها تحت راية الإسلام ، طائعاً لله عز وجلّ وخير تابعاً لسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجمعنا بهم ومعهم في دار كرامته إنه سميعُ قريبُ مجيب الدعوات
.
المصدر : كتاب رجال حول الرسول
*
*
6 comments:
اللهم اجعلنا مع صهيب فى الجنة يا رب العالمين
وفرح قلبنا برؤية نبينا العدنان ومرافقته فى الجنة
اللهم امين
Islamist Bloke
آمين يارب العالمين
جزاك الله خيراً لمرورك:)
علاء
أولاً مرحباً بك بمدونتنا المتواضعة ..
قمت بالفعل بكتابة تعليقي لديك ، وفقك الله :)
السلام عليكم
أسجل حضورى لهذا الدرس القيم وأقول
جزاكم الله خيرا كثيرا
اللهم أجمعنا جميعا مع صهيب ومع جميع الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين تحت لواء المصطفى صلى الله عليه وسلم
آمين
كرم مسلم
ياااارب يجمعنا بهم في رياض الجنّة بإذن الله ...
جزاك الله خيراً أخي الفاضل لحضورك القيّم
وربنا يجعله في ميزان حسناتنا جميعاً :)
رضى الله عليه وعلي الصحابة أجمعين ورضوا عنه ، كانوا رجالاً صنعوا أمة وتجارتهم دائماً رابحة
نسأل الله أن يجمعنا بهم علي خير ، وألا يحرمنا أجرهم
وجزاكم الله خيراً علي التذكرة التي تنفع المؤمنين
يدعوكم موقع مدون خانه (تحت الانشاء)الى الاجتماع من اجل الاتفاق على الخطوات النهائيه لنشاء مجمع المدونين (مدون خانه)وذلك يوم السبت القادم الموافق 28 / 7 / 2007 وذلك الساعه 6 مساء يوم السبت فى مركز العربى للدرسات العنوان 23 شارع باهر زغلول من شارع المنيل
Post a Comment