Friday, December 21, 2007

دعاء الطائف

اللهم إنى أشكو إليك ضعف قوتى، و قلة حيلتى، وهوانى على الناس
يا أرحم الراحمين
يا أرحم الراحمين
يا أرحم الراحمين
أنت رب المستضعفين، وربــى، إلى من تكلنى .. إلى بعيد يتجهمنى، أم إلى عدو ملكته أمرى, إن لم يكن بك غضب علىَّ فلا أبالى و لكن عافيتك هى أوسع لى
أعوذ بنور وجهك الذى أشرقت به الظلمات، وصلح عليها أمر الدنيا و الآخرة من أن تنزل بى غضبك، أو يحل على سخطك
ولك العتبى حتى ترضى
لك العتبى حتى ترضى
لك العتبى حتى ترضى
ولا حول و لا قوة إلا بالله العلى العظيم

Saturday, November 24, 2007

السيدة راحيـل

عندما بلغ سيدنا (يعقوب) سن الزواج، أشار عليه والداه أن يسافر إلى أرض حران بالعراق، ويخطب إحدى بنات خاله (لابان)، وقد استجاب (يعقوب) لطلب والديه، وانطلق إلى خاله بالعراق، ووجد لديه ابنتين، (ليا) وهى الابنة الكبرى، و(راحيل) الابنة الصغرى التى فاقت اختها جمالاونقاءاً وذكاءاً


تقدم (يعقوب) للزواج من (راحيل) التى أحبها، لكن والدها طلب منه أن يستأجره لمدة سبع سنوات يتم خلالها صداق ابنته الصغرى (راحيل)، ووافق (يعقوب) على ذلك، ظل يعمل ويكد لسبع سنوات متتالية حتى إذا جاء الموعد زوجه خاله من ابنته الكبرى (ليا)ا


فى صبيحة اليوم التالى ذهب (يعقوب) - عليه السلام- غاضبا إلى خاله، واخبره أنه قد خطب الابنة الصغرى لا الكبرى، لكن الخال أفهمه أن من عادات هذه الأرض ألا تتزوج الصغرى قبل الكبرى، فما كان من (يعقوب) إلا أن اتفق مع خاله أن يستأجره لسبع سنوات أخرى ليتزوج بعدها من (راحيل)ا
، ولم يكن زواج الأختين محرما كما حدث بدخول الإسلام، ولكن بعض المفسرين ذهبوا إلى أن (يعقوب) قد تزوج من (راحيل) بعد وفاة الابنة الكبرى (ليا)ا


فى خلال السبع سنوات ولد ليعقوب بضعة أولاد من زوجه (ليا)، لكنه كان مصرا على الزواج بمن أحبها، حتى وصل إلى مبتغاه


كان (لابان) قد وهب إلى كل ابنة من بناته جارية، فاهدى إلى (ليا) جاريتها (زلفى)، وإلى (راحيل) الجارية (بلهى)، ولما رأت (راحيل) أن اختها قد ولدت ليعقوب أربعة ابناء فى حين تأخرت هى عن الحمل، فاهدته جاريتها (بلهى) فولدت له
وكذا فعلت ليا أيضا منافسة لأختها، فوهبت له الجارية (زلفى) لتلد له


فما كان من (راحيل) إلا أن توجهت إلى الله تسأله الولد الصالح، حتى استجاب لها الرحمن الرحيم ووهبها (يوسف)، طفلاً جميلاً أشبه بجدته لابيه (سارة) زوج (ابراهيم) الخليل، لهذا كان اقرب ابناء (يعقوب) إلى قلبه


كان ليعقوب -عليه السلام- اثنا عشر ولدا من أربع زيجات
ولدت له ليا: روبيل، شمعون، يهودا، ايساخر، زابلون
وولدت له راحيل: يوسف وبينيامين
الثالثة بلهى ولدت له: دان، ونفتالى
أما الرابعة فولدت له: جاد، واشير
كان (يوسف) هو الوحيد من ابناء يعقوب الذين خصهم الله بالنبوة


ظلت (راحيل) مع زوجها فى العراق لمدة عشرين عاما، كانت تعبد الله فيها وتؤمن به مع زوجها (يعقوب)، على حين كانت الأصنام منتشرة فى بلاد ابيها
حتى جاء أمر الله إلى (يعقوب) أن يعود إلى مسقط رأسه ببلاد المقدس، فجمع يعقوب ماله وأولاده الذين امتثلوا لأمره جميعا، فساعدوا والدهم فى جمع الأغراض على حين اهتمت (راحيل) بأمر الأصنام، فجمعت أصنام والدها وذهبت بها لتلقيها فى أحد الأنهار دون أن يعلم بصنيعها أحد


وهناك فى بيت المقدس ولدت (راحيل) الأخ الشقيق ليوسف، (بنيامين) الذى تم استرقاقه فيما بعد حين صار (يوسف) ملكا على مصر


كانت (راحيل) واحدة من نساء الانبياء اللاتى سجل التاريخ مواقفها العطرة فى مجالات خيرة متعدة، فقد كانت خير امرأة فى كل موقف، كانت مثال الزوجة الوفية، ومثال الأم العطوف، ومثال العابدة الشاكرة والصابرة


كانت عوناً ليعقوب عند فقد (يوسف)، أمة مؤمنة صابرة فكافئها الله على صبرها بأن صارت أما لنبى وأما لملك مصر عاشف فى كنفه راضية حتى توفاها الله
يقال أن (راحيل) قد توفيت بمصر، ولكن أغلب الظن أنها قد عادت إلى بيت المقدس لتموت وتدفن هناك

Sunday, November 11, 2007

قربان إلى الله

بسم الله الرحمن الرحيم


قال مالك بن دينار : خرجت إلى مكة حاجاً , فبينما أنا سائر , رأيت شاباً ساكتاً لا يذكر الله تعالى , فلما جن عليه الليل , رفع رأسه إلى السماء وقال :

" يا من لا تنقصه المغفرة , ولا تضره المعصية , هب لى ما لا ينقصك , واغفر لى مالا يضرك ".

ثم رأيته ب"ذي الحليفة " وقد لبس لبس الإحرام , والناس يلبون وهو لا يلبى , فقلت :
لماذا لا تلبى ؟
فقال : يا شيخ , وما تغنى التلبية ؟ وقد بارزته بذنوب سالفات , وجرائم مكتوبات , والله إني لأخشى أن أقول "لبيك " , فيقول " لا لبيك ولا سعديك , لا أسمع كلامك , ولا أنظر إليك "
فقلت : تعنى ذلك , فإنه حليم ,إذا غضب رضي , وإذا رضي لم يغضب , وإذا وعد وفَّى , وإذا توعد عفا .
فقال : يا شيخ ,أتشير بالتلبية ؟.
فقلت : نعم

فبادر إلى الأرض , واضطجع , ووضع خده على التراب , وأخذ حجراً فوضعه على خده الآخر , وأسبل دمعه وقال :
" لبيك اللهم لبيك , قد خضعت لك , وهذا مصرعي بين يديك ".

فأقام كذلك ساعة –أى ظل على حاله تلك ساعة - , ثم مضى , فما رأيته إلا في " منى " , وهو يقول :
" اللهم إن الناس قد ذبحوا وتقربوا إليك , وليس لى شئ أتقرب به إليك إلا نفسي , فتقبلها منى .
ثم شهق شهقة وخر ميتاً – رحمه الله -.

المصدر : ألف قصة وقصة ل هانى الحاج .. ص:277

Sunday, November 4, 2007

فتش عن عملك الصالح

قال الإمام البخاري : حدثنا إسماعيل بن خليل أخبرنا علي بن مسهر عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
« انطلق ثلاثة نفر ممن كان قبلكم حتى آواهم المبيت إلى غار فدخلوه ، فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار ، فقالوا : إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم .
.
فقال رجل منهم : اللَّهم كان لي أبوان شيخان كبيران ، وكنت لا أغبق قبلهما أهلا ولا مالاً ( أي : لا أقدم في الشرب قبلهما أحداً ) ، فنأى بي طلب الشجر يوماً فلم أرح عليهما حتى ناما ، فجلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين ، فكرهت أن أوقظهما وأن أغبق قبلهما أهلاً أو مالاً فلبثت والقدح على يدي أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر والصبية يتضاغون عند قدمي ( أي يصيحون من الجوع ) ، فاستيقظا فشربا غبوقهما . اللَّهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة ، فانفرجت شيئاً لا يستطيعون الخروج منه
.
.فقال الآخر : اللَّهم إنه كانت لي ابنة عم كانت أحب الناس إليَّ ،وفي رواية : كنت أحبها كأشد ما يحب الرجال النساء ، فأردتها على نفسها فامتنعت ، حتى ألمت بها سنة من السنين فجائتني فاعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها ففعلت ، حتى أذا قدرت عليها وفي رواية فلما قعدت بين رجليها، قالت : اتق الله ولا تفضن الخاتم إلا بحقه ، فانصرفت عنها وهي أحب الناس إليَّ وتركت الذهب الذي أعطيتها . اللَّهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه ، فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج .
.
وقال الثالث : اللَّهم إني استأجرت أُجراء وأعطيتهم أجرهم ، غير رجل واحد ، ترك الذي له وذهب فثمرت أجره حتى كثرت منه الأموال ، فجاءني بعد حين فقال : يا عبدَ الله أدِّ إليّ أجري ، فقلت : كل ما ترى من أجرك من الإبل والبقر والغنم والرقيق فقال : يا عبدَ الله لا ستهـزئ بي ! فقلت : لا أستهزئ بك ، فأخذه كله فاستقاه فلم يترك منه شيئاً . اللَّهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه ، فانفرجت الصخرة فخرجوا يمشون » .
.
صحيح البخاري (10/415) ، صحيح مسلم (4/1982)
.
السؤال الذي يطرح نفسه دائماً كلما قرأت تلك القصة :
هل لي من عملٍ صالحٍ أدعو به في لحظات الهم والضيق؟!

Friday, October 26, 2007

السيدة أم أيمن

بسم الله الرحمن الرحيم

قال عنها النبي " هذه بقية أهل بيتي "

هي: بركه بنت ثعلبه بن عمرو بن حصن بن مالك بن سلمه بن عمرو بن النعمان ,, كان يقال لها أم الظباء , وكنيتها :أم أيمن

و هي أم الرسول بعد أمه وحاضنته , أسلمت أول الإسلام وهاجرت الهجرتين إلى الحبشة و إلى المدينة , كان الرسول يناديها "يا أمه" , و كان إذا نظر إليها يقول " هذه بقيه أهل بيتي " , وكان الرسول يزورها دائما و يكرمها ويقول عنها أم أيمن هي أمي بعد أمي " وكانت سعيده بهذا الأمر وتعيشه كأنه حقيقة , فكانت تحنوا عليه حنان الام على ابنها , وتخشى عليه خشيتها و تغضب عليه أحيانا كما تغضب الام . فعن أنس -رضى الله عنه - قال : انطلق بنا رسول الله إلى أم أيمن , فانطلقت معه , فناولته أناء فيه شراب . قال : فلا أدرى أصادفته صائما أو لم يرده , فجعلت تصخب عليه ( تصرخ فيه ) وتذمر عليه ( تكلمه بحده و غضب ) و ما كانت لتفعل ذلك مع رسول الله -صلى الله عليه و سلم - إلا وهو يعلم أنه بمثابة الابن , فهي قد حضنته و ربته -صلى الله عليه و سلم.

***

- تقول رضي الله عنها عن هجرتها إلى المدينة : خرجت مهاجرة من مكة إلى المدينة وأنا ماشية على رجلي وليس معي زاد, فعطشت وكنت صائمة فأجهدني العطش , فلما غابت الشمس إذا بإناء تعلق عند رأسي مدلى برشاء ( أي حبل ) أبيض , فدنى منى حتى إذا كان بحيث أستمكن منه تناولته فشربت منه حتى رويت , فكنت بعد ذلك فى اليوم الحار أطوف فى الشمس لكي أعطش فما عطشت بعدها 0

***

* عرفت أم أيمن بالحبشية , حيث كانت خادمه " عبد الله بن عبد المطلب " والد النبي فلما مات صارت لزوجته السيدة آمنة أم النبي , و بعد موت السيدة آمنة كانت أم أيمن هي من دفنتها , ثم ظلت في خدمه الرسول إلى أن تزوج من السيدة خديجه فظلت فى خدمتهما 0

***

* زواجها :تكفلت السيدة خديجه بتجهيزها عندما تقدم إليها " عبيد بن زيد " من بنى الحارث بن الخزرج , بعد عام من الزواج أنجبت ابنها أيمن الذي تكنى به وقد أستشهد فى موقعه خيبر , وبعد موت "عبيد بن الحارث" تقدم إليها " زيد بن حارثه" وقد زاد من رغبته فى نكاحها قول الرسول " من سره أن يتزوج امراه من أهل الجنة , فليتزوج أم أيمن " وقد أنجبت منه أسامه بن زيد الذي قاد جيش المسلمين وهو ابن ثمان عشر سنه وكان هذا الجيش يضم كبار الصحابة 0

***

* شاركت أم أيمن فى المعارك الإسلامية مع الرسول فقد شهدت أحد و كانت تداوى الجرحى , وتسقى المسلمين ,وبنما كانت أم أيمن تقوم بسقاية الجرحى , أصابها سهم من أحد المشركين وهو " حبان بن العرقة " فوقعت أرضاً , فضحك حبان ضحكاً شديداً , فشق ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم , ودفع إلى " سعد بن أبى وقاس " سهماً لا نصل له وقال له "ارم " فأصاب السهم حبان فوقع مستلقياً وبدت عورته فضحك رسول الله حتى بدت نواجذه ثم قال " استقاد لها سعد ,أجاب الله دعوتك وسدد رميتك " .0

وفى غزوة أحد أيضاً عندما صاح إبليس أن محمداً قد قُتل تفرق الناس , فمنهم من ورد المدينة حتى دخلوا على نسائهم فقالت النساء " عن رسول الله تفرون ؟؟ ".. فلقيتهم أم أيمن تحثي في وجوههم التراب وتقول لبعضهم " هاك المغزل فاغزل به , وهلم سيفك "( أي خذ المغزل لتفعل كما تغزل النساء , وأعطني سيفك ) .0

وقد شهدت غزوه خيبر أيضاً مع عشرون امرأة خرجن مع الرسول , وقد عيرت ابنها أيمن لتخلفه بسبب مرض حصانه واتهمته بالجبن , علماً بأن أيمن كان من فرسان النبي - صلى الله عليه وسلم - 0

***

* وقد ضربت أم أيمن مثلاً في الصبر واحتساب مصابها عند الله .. ففي سنة 8 هجريه استشهد زوجها " زيد بن حارسه " في غزوة مؤته , وقد كان أحد القواد الثلاثة الذين استشهدوا في تلك الغزوة ..فاحتسبت وصبرت .. وفى نفس السنة في شهر شوال كانت غزوة حنين العصيبة , وبالرغم أن كثيرين فروا من حول رسول الله لهول الموقف وشراسة المعركة ودهشة المفاجأة , ظل أيمن بن عبيد الله إلى جوار رسول الله مع القلة الباقية حتى نال الشهادة.. فصبرت واحتسبت عند الله استشهاد زوجها وابنها في عام واحد.

* أما موقف السيدة أم أيمن من حادثة الإفك .. فعندما رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من غزوة بنى المصطلق , قال أهل الإفك ما قالوا عن السيدة عائشة - وقد برأها الله تعالى في كتابه الكريم - , وعندما سألها النبي عن عائشة وقال " أى امرأة تعلمين عائشة ؟".. فقالت أم أيمن "حاشا سمعي وبصري أن أكون علمت أو ظننت بها إلا خيراً "

***

* و لما توفى النبي قال أبو بكر لعمر أنطلق بنا إلى أم أيمن نزوها كما كان رسول الله يزروها , فلما دخلا عليها بكت فقالا ما يبكيك فما عند الله خير لرسوله ؟ فقالت : أبكى أن وحي السماء قد انقطع , فهيجتهما على البكاء ,فجعلت تبكى و يبكيان معها .

* وعندما قتل عمر بن الخطاب بكت أم أيمن وقالت : اليوم وهن الإسلام ..وقد كان فبعد موت عمر دبر اليهود خططهم للقضاء على الإسلام وما تلاه من قتل عثمان و يوم الجمل..الخ

***

* وقد روت أم أيمن بعض الأحاديث عن الرسول .. وتوفيت رضي الله عنها في آخر خلافه عثمان بن عفان - رضي الله عنه - و دفنت بالمدينة بعد أن تجاوزت التسعين من عمرها

فرضى الله عن "أم أيمن " فى الخالدين

Monday, October 15, 2007

من ترك شيئاً لله

بسم الله الرحمن الرحيم

" من ترك شيئاً لله ,عوضه الله خيراً منه "

يروى أن رجلاً من العُباد كان فى مكة , وانقطعت نفقته , وأصابه الجوع الشديد , وشارف على الهلاك , وبينما هو يدور فى أحد أزقة مكة عثر على عقد ثمين نفيس ,فأخذه وذهب إلى الحرم , وهناك وجد رجل ينشد هذا العقد , قال : فوصفه لى , فما أخطأ فى صفته شيئاً , فدفعت له العقد على أن يعطيني شيئاً . قال : فأخذ العقد وذهب , لا يلوى على شئ , وما سلمني درهماً ولا نقيراً ولا قطميراً . قلت : اللهم إني تركت هذا لك , فعوضني خيراً منه .

ثم ركب جهة البحر فذهب بقارب , فهبت ريح هوجاء , وتصدع هذا القارب , وركب هذا الرجل على خشبة , وأصبح على سطح الماء تلعب به الريح يمنة ويسرة , حتى ألقته إلى جزيرة , فنزل بها ووجد بها مسجداً وقوماً يصلون فصلى , ثم وجد أوراقاً من المصحف فأخذ يقرأ , قال أهل الجزيرة له :أئنك تقرأ القرآن , قال : نعم .
قالوا: علم أبناءنا القرآن , يقول فأخذت أعلمهم بأجر , ثم كتبت خطاً , فقال أهل الجزيرة :أتعلم أبناءنا الخط؟ , قال قلت : نعم . فعلمتهم بأجرة .
ثم قالوا: إن هنا بنتاً يتيمة كانت لرجل منا فيه خير وتوفى عنها , هل لك أن تتزوجها ؟ قلت : لا بأس ..يقول :فتزوجتها , ودخلت بها فوجدت العقد ذلك بعينه فى عنقها . قلت ما قصة العقد؟ فذكرت أن أباها أضاعه فى مكة ذات يوم , فوجده رجل فسلمه إليه , فكان أبوها يدعوا فى سجوده ,أن يرزق ابنته زوجاً كذاك الرجل
فقال :فأنا الرجل .

رد الله له العقد بالحلال , بعدما تركه ابتغاء وجهه تعالى

المصدر : كتاب لا تحزن ..د/ عائض القرنى ص337

Sunday, October 14, 2007

عيد سعيد


عيد سعيد وعساكم من عواده

Wednesday, September 26, 2007

السيدة فاطمة بنت أسد

بسم الله الرحمن الرحيم

أول هاشمية تلد هاشميا و أول هاشمية تلد خليفة

لما توفيت دخل عليها النبي وجلس عند رأسها , و قال " رحمك الله يا أمي, كنت أمي ,تجوعين و تشبعينني ,وتعرين و تكسينني , و تمنعين نفسك طيبها و تطعمينني , تريدين بذلك وجه الله و الدار الآخرة " ثم أمر أن تغسل ثلاثا ً , فلما بلغ الماء الذى فيه الكافور,
سكبه رسول الله بيده , ثم خلع قميصه , فالبسها إياه , وكفنها, و لما حفر قبرها وبلغوا اللحد , حفره النبي بيده وأخرج ترابه ,فلما
فرغ , دخل صلى الله عليه و سلم فاضطجع فيه ثم قال " الله الذى يحيى و يميت , و هو حي لا يموت , اللهم أغفر لأمي فاطمة بنت
أسد , و لقنها حجتها , ووسعه عليها بحق نبيك و الأنبياء من قبلي , فانك أرحم الراحمين " ثم كبر عليها أربعا و أدخلها اللحد و معه
العباس و أبو بكر الصديق يساعدانه ] الطبرانى [

وعندما سأله الصحابة :

ما رأيناك صنعت بأحد ما صنعت بهذه , قال " إنه لم يكن بعد أبى طالب أبر بي منها , و إنما ألبستها قميصي لتكسى من حلل الجنه , و
اضطجعت فى قبرها لأهون عليها عذاب القبر " (رواه الطبرانى )

****
- هى :فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف الهاشميه

- أبوها :أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي

- أمها : " فاطمة بنت قيس "

- زوجها :أبو طالب عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم من قريش , والد " على بن أبى طالب " كرم الله وجهه , وعم النبى وكافله
ومربيه ومناصره .. كان من أبطال بنى هاشم ورؤسائهم , ومن الخطباء العقلاء وله تجارة كسائر قريش .

****
- أولادها :

1- على بن أبى طالب : رابع الخلفاء اراشدين , وأحد العشرة المبشرين بالجنه , وفارس رسول الله صلى الله عليه وسلم .

2- جعفر بن أبى طالب : الشهيد , جعفر الطيار , أحد الأمراء الثلاثة فى سرية مؤته
3- عقيل بن أبى طالب : كنيته أبو يزيد , أعلم قريش بأيامها ومآثرها ومثالبها وأنسابها , صحابى فصيح اللسان برز أسمه في الجاهليه وكان فى قريش أحد أربعه يتحاكم إليهم الناس فى المنافرات , بقى على الشرك حتى اخرجته قريش كرهاً للقتال فى غزوة
بدر وأسره المسلمون ففداه العباس بن عبد المطلب فرجع إلى مكه واسلم بعد الحديبيه سنه 8 هـ , وهاجر الى المدينه وشهد غزوة
مؤته وحنين
4- طالب بن أبى طالب : كان أكبر ولده ,أخرجته قريش كرها فى غزوة بدر للقتال ولم يوجد فى الاسرى أو القتلى ولم يرجع إلى مكه .
5- أم هانئ بنت أبى طالب : قيل اسمها هند وقيل فاطمه وقيل فاخته , أسلمت عام الفتح .
6 - جمانه بنت أبى طالب : تزوجها أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب , فولدت له جعفر بن أبى سفيان .

7- ريطه بنت أبى طالب : هى أم طالب بنت أبى طالب . والسيده فاطمه بنت أسد هى أم ولد أبى طالب كلهم , الرجال والنساء , عدا طليق ابن أبى طالب .

****

* رعايتها للنبى صلى الله عليه وسلم :

عهد بالرسول(ص) إلى عمه أبى طالب بعد وفاة جده عبد المطلب , فضمه إلى ولده وقدمه عليهم , ونالت السيده فاطمه بنت أسد القسط الأكبر فى رعايته وكانت تحبه وتبره وتعطف عليه كابن من أبنائها , فكانت أم النبى بعد أمه وقد ظلت ترعاه إلى أن تزوج صلى الله عليه وسلم بخديجه بنت خويلد رضى الله عنها .

****

- إسلامها :

كتمت السيده فاطمه إسلامها فى حياة زوجها أبى طالب , وبعد موته أعلنت اسلامها وهاجرت . فكانت من المهاجرات الأُوائل , وهى أول هاشميه ولدت خليفه ثم بعدها فاطمة الزهراء . كان الرسول صلى الله عليه وسلم يزورها ويقيل فى بيتها .

****

- روايتها للحديث : روت عن النبى صلى الله عليه وسلم (46 ) حديثاً

****


* توفيت (رضى الله عنها) فى حياة النبى( صلى الله عليه وسلم ), بالمدينه نحو السنه الخامسه من الهجرة .
- لما توفيت دعا لها الرسول (ص) وألبسها قميصه فكفنها به واضطجع فى قبرها .


فرضى الله عن السيده فاطمه بنت أسد فى الخالدين

Thursday, July 26, 2007

السيدة هــاجر

هــى

أم الذبيح اسماعيل بن ابراهيم عليهما السلام، وأطلق عليها أم العرب العدنانيين


قبل البداية

كانت هاجر زوجة لحاكم اقليم منف (أكبر الأقاليم المصرية)، وكان هناك صراعا داخليا على الحكم، فقتل الملك زوجها وسباها، ثم أهداها إلى السيدة سارة زوج نبى الله ابراهيم

اهدتها السيدة سارة إلى زوجها عندما يئست من انجاب ذرية له، لكنها لم تحتمل بفطرة حواء أن ينشغل زوجها بزوجته الجديدة وابنهما الوليد، فما كان منها إلا أن طلبت من الخليل ألا يجمعها بيت واحد مع السيدة هاجر


البداية

صوب الجنوب ولى ابراهيم وجهه مصطحبا هاجر والرضيع بوحى إلهى، وبجوار أول بيت عُبد فيه الله كان المقام، هناك تركهما ابراهيم مع التمر والماء


لم تكن مكة حينها إلا أرض مقفرة خلاء، ولم يكن يقصدها إلا البدو الرحل بحثا عن ماء أو مرعى .. ولم تقبل هاجر بهذا الوضع إلا يقينا منها بأن الله لن يضيعها ووليدها، وأن زوجها مأمور لحكمة لا يعلمها إلا الله


هناك .. حيث دعا ابراهيم ربه

ا(ربنا إنى أسكنت من ذريتى بواد غير ذى زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون، ربنا إنك تعلم ما نخفى وما نعلن وما يخفى على الله من شيء فى الأرض ولا فى السماء

[إبراهيم 37-38]


تركهما ابراهيم وعاد إلى مدينة أور فى بابل حيث زوجه الأولى السيدة ســارة


وحشــة .. ثم فــرج

يوما بعد آخر وهاجر مشغولة بالوليد، ترعاه وتتكفل برعايته حتى نفذ منها التمر والماء، وباءت كل محاولاتها للعثور على مصدر للماء بالفشل

جالت هاجر بين الصفا والمروة، ظلت تسعى بينهما جاهدة علها تجد ما يسد رمق الصغير حتى أرهقها التعب

لم تحتمل السيدة هاجر رؤية رضيعها يلفظ أنفاسه الأخيرة، فأبتعدت عنه باكية تخفى وجهها كيلا تتعذب برؤيته يحتضر، حتى أمر الله طائراً ينقر الأرض من تحت قدم الصغير فانبثق الماء بغزارة .. شربت وارتوى الصغير

الصحبــة

من بعيد رأت قافلة طائرا يحوم حول المكان، فعرفت أن هناك ماءا، استئذنت القافلة من السيدة هاجر أن يقيموا جوارها ولها الماء، فأذنت لهم

كانت القافلة من قبيلة "جرهم" العربية (يقال أنهم كانوا من أهلها فى منف)، بينهم شَبَّ الصغير وتعلم اللغة العربية .. وتزوج منهم


النهايـة

لم تكن السيدة هاجر إلا مثالاً للزوجة المطيعة والأم الرحيم، والمرأة المؤمنة، كرَّمها الله فجعل من سعيها بين الصفا والمروة من شعائر الحج، وذكرها النبى الكريم محمد

يقول النبى : "يرحم الله أم إسماعيل، لو تركت زمزم لكانت زمزم عينًا معينًا

[البخاري]


يقال أن السيدة هاجر توفيت فى الـ90 من عمرها ودفنها ابنها اسماعيل بجوار البيت الحرام

Friday, July 13, 2007

ربح البيع أبا يحي

*
*
.
كان الخناق يضيق حوله تدريجياً ،فقد أرسلوا في أسره أمهر قنّاصيهم ، أخذ يحث ناقته على الإسراع ،بإمكانه مراوغتهم والهرب من بين
براثنهم فقط لو تُسرع ناقته قليلاً ، بيد أنه وجد نفسه أمامهم ... وجهاً لوجه ، لم يجد بداً من الإلتفات إليهم ومواجهتهم ،وسُرعان ما انعقدت
صفقته الرابحه داخل عقله ليجد نفسه يهتف فيهم :
.
"يامعشر قريش ...لقد علمتم أني من أرماكم رجلاً ..وأيم الله لا تصلون إلىّ حتى أرمي بكل سهم معي في كنانتي ثم أضربكم بسيفي حتى لا يبقى في يدي منه شئ،فأقدموا إن شئتم ...وإن شئتم دللتكم على مالي ،وتتركوني وشأني "
.
توقفوا منصتين إليه ، صفقةُ رابحةُ بالنسبة لهم ،ما الضرر من تركه مقابل ماله ؟ لاشئ ، بل سيعود عليهم بالفائدة ،فثروته التي يعلمون
قدرها جيداً لن يستطيع أحداً منهم أن يصل إليها مالم يدلهم هو عليها :
.
"أتيتنا صعلوكاً فقيراً فكثر مالك عندنا،وبلغت بيننا مابلغت،والآن تنطلق بنفسك وبمالك ؟"
.
قالوها محاولين تبرير قبولهم ، لكنه لم يجد نفعاً من مجادلتهم ، دلّهم سريعاً على المكان الذي خبّأ فيه ثروته ثم أدار ناقته وانطلق يسبقه قلبه
إلى حيث كانت وجهته ، وأقفلوا هم راجعين تسبقهم أحلامهم في العثور على ثروةٍ طائلة .
لم يساوره الشك مطلقاً في أنه خرج من تلك الصفقة رابحاً ، وتأكّد ظنّه حينما أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم في "قباء" جالساً
وحوله عدداً من الصحابه ، استقبله صلى الله عليه وسلم مهللاً ومُبشراً :
.
"ربح البيع أبا يحي ...ربح البيع أبا يحي ... "
.
ومن فوق سبع سماوات جاءته بشرى المولى عزّ وجلّ :
.
"ومِنَ الناسِ من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله، والله رؤوف بالعباد "
.
صهيبٍ بن سنان .
.
ابوه كان حاكم (الأُبلّه) وولياً عليها لكسرى ، وكان من العرب الذين نزحوا إلى العراق قبل الإسلام ..وفي القصر القائم على شاطئ الفرات عاش طفلاً مُترفاً ومُنعمّاً ، إلى أن تعرضت البلاد لهجوم الروم أُسر فيه كثيرون من بينهم الغلام "صهيب بن سنان"،الذي ينتهي به المقام بين يدي تجّار الرقيق ...قضى "صهيب" طفولته وصدر شبابه في بلاد الروم حتى أخذ لهجتهم ،وبيع في النهاية ل"عبد الله بن جدعان" الذي أُعجب بذكاءه ونشاطه وإخلاصه ، فأعتقه وسمح له بالإتجار معه ...
.
إسلامه رضي الله عنه
.
يتحدّث عمّار بن ياسر عن تلك اللحظة قائلاً :
.
"لقيت صهيب بن سنان على باب دار الأرقم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم فيها.. فقلت له: ماذا تريد..؟فأجابني وما تريد أنت..؟قلت له: أريد أن أدخل على محمد، فأسمع ما يقول.قال: وأنا أريد ذلك..فدخلنا على الرسول صلى الله عليه وسلم، فعرض علينا الإسلام فأسلمنا.ثم مكثنا على ذلك حتى أمسينا..ثم خرجنا ونحن مستخفيان".!! "
.
لم يتردد "صهيب" يوماً في بذل نفسه وماله لأجل الله ورسوله ، فيتحدث عن هذا قائلاً :
.
" لم يشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مشهدا قط إلا كنت حاضره..
ولم يبايع بيعة قط إلا كنت حاضرها..
ولا يسر سرية قط. إلا كنت حاضرها..
ولا غزا غزاة قط، أوّل الزمان وآخره، إلا كنت فيها عن يمينه أو شماله..
وما خاف المسلمون أمامهم قط، إلا كنت أمامهم..
ولا خافوا وراءهم إلا كنت وراءهم..
وما جعلت رسول الله صلى الله عليه وسلم بيني وبين االعدوّ أبدا حتى لقي ربه" .
.
ما أروعه من بذلٍ وتضحيةٍ ، وماأروعها من لوحةٍ إيمانيهٍ سطرها بحبه لله ورسوله .
.
لم يتردد "عمر بن الخطاب" - رضي الله عنه - في إختياره ليحلّ محله في إمامة الناس في الصلاه ، وما أعظمه من شرف توّج به أمير
المؤمنين رأسه ،
فبعد الإعتداء على أمير المؤمنين وهو يُصلي بالمسلمين صلاة الفجر ، وبعدما أحس قُرب نهاية أجله ، راح يُلقي على أصحابه وصيته الأخيرة ،فكان مما قال :
"وليُصلّ بالناس صهيب" .
.
وفاته رضي الله عنه :
.
توفى صهيب -رضي الله عنه - في شوال من عام ثمانية وثلاثين بالمدينة و قيل : عام تسع وثلاثين عن ثلاث و سبعين سنة قضاها تحت راية الإسلام ، طائعاً لله عز وجلّ وخير تابعاً لسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجمعنا بهم ومعهم في دار كرامته إنه سميعُ قريبُ مجيب الدعوات
.
المصدر : كتاب رجال حول الرسول
*
*

Friday, July 6, 2007

الحديث الأول

*
*
.
عن أمـيـر المؤمنـين أبي حـفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عـليه وسلم يـقـول : ( إنـما الأعـمـال بالنيات وإنـمـا لكـل امـرئ ما نـوى . فمن كـانت هجرته إلى الله ورسولـه فهجرتـه إلى الله ورسـوله ومن كانت هجرته لـدنيا يصـيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه ).
.
رواه إمام المحد ثين أبـو عـبـد الله محمد بن إسماعـيل بن ابراهـيـم بن المغـيره بن بـردزبه البخاري الجعـفي،[رقم:1] وابـو الحسـيـن مسلم بن الحجاج بن مـسلم القـشـيري الـنيسـابـوري [رقم :1907] رضي الله عنهما في صحيحيهما اللذين هما أصح الكتب المصنفه.
.
شرح مُبسط :
.
- الأعمال : ما المراد بالأعمال هنا ؟
.
هل هي جميع الأعمال ؟ أم أنها الأعمال التي يُتقرب بها إلى الله عز وجل ؟
هذان قولان لأهل العلم لكن الأصح أن كلمة الأعمال هنا تعني جميـع الأعـمال .
.
- النية : النية معناها لغةً : القصد
نويت أن أصلي صلاة العصر أي قصدت صلاة العصر
أما معناها شرعاً : فيُراد بها معنيان :
.
الأول : تمييز عمل عن غيره ... أي على سبيل المثال صلاتي الظهر و العصر كلتاهما أربع ركعات ، لكن ما الذي سيُميز صلاتي للعصر عن صلاتي للظهر ؟
النية ... هي ما ستميز هذا عن ذاك
.
أما الثاني : تمييز المقصود بالعمل
ماذا نعني بتمييز المفصود بالعمل ، أي هذا العمل لله ؟ أم لغيره ؟ أم لله ولغيره
ذهب ثلاثة أصدقاء لأداء الصلاة .. الأول ذهب ليؤديها طاعةً لله عز وجل ، الثاني مُجاملةً لصديقه ، أما الثالث فذهب خوفاً من والده ، كل منهم أدى نفس العمل لكن القصد منه اختلف تبعاً لنيةً أداء العمل .
.

- إنما الأعمال بالنيات : أي أن الأعمال جزاءها النيات
.
- فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله
.
الهجرة :
معناها لغةً : الإنتقال أو الترك
أما إصطلاحاً : فتدرجت على ثلاث مراحل :
.
1- الإنتقال من مكه إلى المدينة
.
2- الإنتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام
.
3- الإنتقال من الذنوب والمعاصي إلى الطاعات
.
ما المعنى الذي يُريد الحديث أن ينقلنا إليه؟
.
إذا نظرنا للمعنى الأول فسنجد أنه غير باقي .. لماذا ؟
.
لأنه انتهى بفتح مكه ،فلا هجرة بعد الفتح كما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
.
حسناً .. ماذا عن المعنى الثاني إذاً ؟
.
المعنى الثاني ليس باق على الإطلاق ، ماذا نعني بليس باقٍ على الإطلاق؟
.
أي أنه باقٍ إذا وُجد سببه ، فشخص مُقيم في بلاد شرك لكنه لا يستطيع أن يُهاجر ، أو أنه يقيم شعائر دينه في تلك البلد فلا خوف على دينه ، إذن هجرته هنا غير واجبه .. فمتى تكون واجبه ؟
إذا كان بإستطاعته الهجره ، وإذا خاف على دينه
أي أن المعنى باقٍ إذا وُجد سببه
.
أما المعنى الثالث : فباقي وواجب على الجميع
.
هجرة الذنوب والمعاصي ومانهى الله عنه ، فكما قال رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام
"المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، و المهاجرمن هجر مانهى الله عنه "
.
عادةً في أسلوب الشرط العربي يكون الجواب غير الشرط و الشرط غير الجواب
إذا نجحت فسأعطيك هديه
لكن هنا في هذا الحديث الشريف ،نجد الجزاء مثل الشرط
من كانت هجرته إلى الله ورسوله
فهجرته إلى الله ورسوله
.
وهذا لأن الجزاء قد يكون في اللفظ ظاهراً ، وقد يكون في المعنى ، وهنا الجزاء في المعنى
فهجرته إلى الله ورسوله ، أي جزاءه وثوابه على الله ورسوله
.
-ومن كانت هجرته لـدنيا يصـيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه
أي أن جزاءه كذلك سيكون تحصيل ما أراد بهذه الهجره
.
سبب الحديث :
.
السبب الذي ورد عن هذا الحديث ، أنه جاء في رجل من الأعراب هاجر مع النبي صلى الله عليه وسلم بغرض خطبة امرأة كانت تُدعى "أم قيس" لذلك سمي "مهاجر بن قيس" أي أنه لم يُهاجر من أجل الهجرة و لكنه هاجر من أجل امرأة
.
ولكن يقول الحافظ بن رجب :
تتبعت هذا السبب فلم أجد له أصلاً
لذلك لا يصح هذا السبب إسناداً .... و الله أعلم
.
: أهمية الحديث
.
يقول الإمام الشافعي : هذا الحديث ثلث العلم ويدخل في سبعين باباً من أبواب الفقه.
.
و الإمام أحمد بن حنبل : يقول أن أصول الإسلام على ثلاث أحاديث ذكر منها هذا الحديث.
.
ومن أهميته .. بدأ به الإمام البخاري كتابه وجعله أول حديث رغم أنه في الظاهر لا ينتمي إلى الباب الذي تصدر الكتاب وهو باب "الوحي" وتبعه في ذلك الكثير من أهل العلم منهم الإمام النووي فجاء بهذا الحديث في الصدارة ليكون بمثابة مقدمه مفادها أن كل عمل لا يقوم إلا على نية صالحه
.
المصدر : محاضرات الشيخ فالح بن محمد الصغير
*
*

Tuesday, June 26, 2007

عن الأربعون النووية

بسم الله الرحمن الرحيم
.
عن زيد بن ثابت قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " نضَّر الله امرأ سمع منا حديثاً فحفظه حتى يبلغه غيره فرُبَّ حامل فقهٍ إلى مَن هو أفقه منه ، ورب حامل فقهٍ ليس بفقيهٍ ".
.
رواه الترمذي ( 2656 ) وحسَّنه ، وأبو داود ( 3660 ) ، وابن ماجه ( 230 ) .
.
إنطلاقاً من قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم شرع الإمام "النووي" في وضع أربعينيته "الأربعون النووية" .
وانطلاقاً منه كذلك سنحاول هنا ان نتعرض لها بببعضاً من الشرح الخفيف
.
تأليف الأربعينيات نهجُُ اتّخذه بعض العلماء إنطلاقاً من حديثٍ آخر :
.
" من حفظ على أمتي أربعين حديثاً كُتب فقيهاً "
.
وله رواياتٍ أخرى بألفاظ مختلفة : " .. بعثه الله يوم القيامة في زمرة الفقهاء والعلماء " ، وفي رواية " بعثه الله عالماً فقيهاً " ، وفي رواية " وكنت له يوم القيامة شافعاً وشهيداً " ، وغيرها .
.
لكنّ أهل العلم اجتمعوا على انه حديث ضعيف،والإمام النووي نفسه لم يستند إليه بل استند إلى الحديث الذي ذكرناه في بادئ الأمر .والأربعينيات قد تؤلف في موضوعات بعينها ، قد يضعها البعض عن الأحكام أو العبادات .. الخ ، لكن الأمام النووي وجد أنه ليس هناك أفضل من قواعد الدين ليكتب عنها ،فالدين ينطلق من قواعد أساسية تُستنبط من كتاب الله وسنة رسوله ، فجعل من أربعينيته جامعاً وشاملاً لقواعد الدين فنجدها تتضمن حديثاً عن مراتب الدين ، النية ، قاعدة الحلال والحرام أو القدر ... الخ وكلها من قواعد وأساسيات الدين
.

هذه الأحاديث كان قد بدأها "أبو عمر بن الصلاح" فوصل إلى 20 أو 22 حديثاً ، نظر فيها الإمام النووي فوجد أنها تشتمل على قواعد الدين فزادها إلى 42 حديثاً ،لذلك سميت ب "الأربعين" و "النوويه" نسبة إليه الإمام "محيي الدين بن شرف النووي" .
.
ولد الإمام النووي عام 631 للهجره ،وتوفي وهو لم يتعد الخامسة والأربعين من عمره ،ومع ذلك نال لقب "الإمامه" لأنه ملأ شبابه بالإطلاع والبحث والقراءة والإستطلاع . ليكون صاحباً لأكثر الكتب قراءةً ورواجاً : رياض الصالحين ، وكتاب الأذكار ، و الأربعون النووية .
.
الأربعون النووية نالت اهتمام كثيرين من أهل العلم فشرعو في شرحها وتفصيلها ،وكان من أكثر الشروحات استفاضه "جامع العلوم والحكم" للإمام بن رجب الحنبلي .
.
والإمام النووي نفسه علّق عليها وشرحها شرحاً بسيطاً .
.
نستطيع القول إن تلك كانت نبذه سريعه عن "الأربعون النوويه" قبل أن نبدأ في التعرض لكل حديث منها بشكل أكثر تفصيلاً بإذن الله سنبدأ به من البوست القادم بعون الله وسنُتابع نشره على التوالي .
.
المصدر : محاضرات الشيخ فالح بن محمد الصغير
******

Tuesday, June 5, 2007

أعلم أهل الأمة بالحلال و الحرام

المكان : مكة المكرمة .
.
الزمان : العام الثالث عشر من البعثة .
.
الحدث : بيعة العقبة الثانية .
.
في موسم الحج للعام الثالث عشر من الهجرة والذي تلى "بيعة العقبة الأولى" جلس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين ثلاثاً وسبعين رجلاً(اثنان وستون من الخزرج ، وأحد عشر من الأوس ومعهم امرأتان) يُطلعهم على شروط البيعة قائلاً :
.
"أشترط لربى أن تعبدوه وحده ولا تشركوا به شيئاً ، ولنفسي أن تمنعونى مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم متى قدمت عليكم"
.
إذا أمعنت النظر بين الجالسين ستجد شاباً في الثامنة عشرة من عمره ، مُشرق الوجه ،هادئُ المجلس ،تتّقد عينيه ذكاءً
.
ذلك كان معاذ بن جبل .
.
من قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم :
- " أعلم أمتي بالحلال و الحرام معاذ بن جبل" *
.

وقال عنه :
- خذوا القرآن من أربعـة : من عبد الله ابن مسعـود وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل وسالم مولى أبي حذيفـة "
.
وهو من قال عنه الفاروق عمر بن الخطاب :
- "من أراد الفقه فليأت معاذ بن جبل"
.
معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس الخزرجي الأنصاري - رضي الله عنه - وكنيته أبا عبدالرحمن .
.
أنعم الله سبحانه وتعالى على "مُعاذ" بعقلٍ راجح وفكرٌ مستنير ، ومنطقاً آسراً مُقنعاً ، جعلوا منه حجةً في الفقه ، يُحتكم بأمره و يُفصل به .
وكل هذا لم يأت مُعاذاً من فراغ ، بل نتاجاً لحرصه على ملازمة النبي - صلى الله عليه وسلم - منذ هاجر إلى المدينة ، فأخذ عنه القرآن الكريم و الشرائع الإسلامية ليكون واحداً من الستة الذين حفظوا القرآن على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - و واحداً من صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذين انتهجوا بنهجه و تتبّعوا خُطاه ...
.
انظروا للمكانة التي منحها رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل ...
.
يقول معاذ :"أخذ بيدي رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقال إني لأحبك يا ‏ ‏معاذ ‏ ‏فقلت وأنا أحبك يا رسول الله فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فلا تدع أن تقول في كل صلاة ‏ ‏رب أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك"
.
وليس هذا فحسب بل بلغت منزلة معاذ أعلى من هذا فقد كان يُردفه رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه على ظهر دابّةٍ واحده ...
.
يقول معاذ :" بينما أنا رديف النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ليس بيني وبينه إلا آخرة الرحل فقال يا ‏ ‏معاذ ‏ ‏قلت لبيك يا رسول الله وسعديك ثم سار ساعة ثم قال يا ‏ ‏معاذ ‏ ‏قلت لبيك رسول الله وسعديك ثم سار ساعة ثم قال يا ‏ ‏معاذ بن جبل ‏ ‏قلت لبيك رسول الله وسعديك قال ‏ ‏هل تدري ما حق الله على عباده قلت الله ورسوله أعلم قال حق الله على عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ثم سار ساعة ثم قال يا ‏ ‏معاذ بن جبل ‏ ‏قلت لبيك رسول الله وسعديك قال هل تدري ما حق العباد على الله إذا فعلوه قلت الله ورسوله أعلم قال حق العباد على الله أن لا يعذبهم ،فقلت ألا أخبر الناس ؟ قال : لا لئلا يتكلوا "
.
إذن فهذا أمراً استودعه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- معاذ بن جبل وخصّه به وحده ، أوليس هذا بأبلغ دليل على قدر منزلة وحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لمعاذ ؟
.
وقد عمل معاذ بأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولم يُخبر به إلا قبل موته -رضى الله عنه- خشيةً أن يأثم لتكتّمه علماً .
.
لم يترك "معاذ" فرصةً إلا ويُحاول الإستزاده من نبع النبوة الصافي الذي لا ينضب ، فيأتي معاذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوماً قائلاً :
.
"يا نبي الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار قال لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه ‏ ‏تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة ‏ ‏وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج ‏ ‏البيت ‏ ‏ثم قال ألا أدلك على أبواب الخير الصوم جنة ‏ ‏والصدقة ‏‏تطفئ الخطيئة وصلاة الرجل في جوف الليل ثم قرأ قوله تعالى ‏ " تتجافى ‏ ‏جنوبهم عن المضاجع ..‏ ‏حتى بلغ ‏ ‏يعملون" ‏ ثم قال ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة ‏ ‏سنامه ‏ ‏فقلت بلى يا رسول الله قال رأس الأمر وعموده الصلاة وذروة ‏ ‏سنامه ‏ ‏الجهاد ثم قال ألا أخبرك بمِلاك** ذلك كله فقلت له بلى يا نبي الله فأخذ بلسانه فقال كف عليك هذا فقلت يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به فقال ‏ ‏ثكلتك ‏ ‏أمك يا ‏ ‏معاذ ‏ ‏وهل يكب الناس على وجوههم في النار ‏ ‏أو قال على مناخرهم ‏ ‏إلا حصائد ألسنتهم "
.
ياله من حوارٍ رائع بين معلم البشرية و تلميذِ دار في فلك النبوة المشرقة التي لا تغيب إلى يوم القيامة ، حوار يأتينا بدُررٍ لتتوّجنا يوم القيامة-بإذنه تعالى- من أصحاب اليمين .
.
تلك كانت نشأة معاذ بن جبل ، وما أعظمها من نشأة بين يدي رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة و السلام
.
* معاذ بن جبل سفيراً للإسلام *
.
جاءت رسل ملوك اليمن في أوائل العام العاشر من الهجرة بعد عودة النبي-صلى الله عليه وسلم- من غزوة تبوك وطلبوا منه أن يرسل معهم من يعلمهم ويُفقههم في أمور الدين فوقعت عين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على "معاذ بن جبل" واختاره ليكون سفيراً للإسلام و المسلمين باليمن ، وقبل ذهابه يخرج معه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليوصيه قائلاً :
.
"يا معاذ ‏إنك تأتي قوما من ‏أهل الكتاب ‏فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد في فقرائهم فإن هم أطاعوا لذلك فإياك ‏ ‏وكرائم*** ‏ ‏أموالهم واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب"
.
ولقد تشرّب معاذ دروس رسول الله صلى الله عليه وسلم و أجاد تطبيقها فيلقاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوماً قائلاً :
"كيف تقضي إذا عرض لك قضاء قال أقضي بكتاب الله قال فإن لم تجد في كتاب الله قال فبسنة رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال فإن لم تجد في سنة رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ولا في كتاب الله قال أجتهد رأيي ولا ‏ ‏آلو **** ‏فضرب رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏صدره وقال الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما ‏ ‏يرضي رسول الله "
.
وقبل ذهابه يودعّه رسول الله صلى الله عليه وسلم وداعاً مؤثراً، فبعد أن يفرُغ من نصحه ومُعاذ راكباً ورسول الله ‏-صلى الله عليه وسلم- ‏ ‏يمشي تحت راحلته قائلاً :
"يا ‏ ‏معاذ ‏ ‏إنك عسى أن لا ‏ ‏ تلقاني بعد عامي هذا أو لعلك أن تمر ‏ ‏بمسجدي ‏ ‏هذا أو قبري فبكى ‏ ‏معاذ ‏ ‏جشعا ‏ ‏لفراق رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ثم التفت فأقبل بوجهه نحو ‏ ‏المدينة ‏ ‏فقال ‏ ‏إن أولى الناس بي المتقون من كانوا وحيث كانوا "
.
ينطلق بعدها معاذ إلى اليمن مُحملاً بنصائحه صلى الله عليه وسلم وشرائع الحقّ جلّ جلاله ، ولأنه -صلى الله عليه وسلم- لا ينطق عن الهوى لايعود معاذ إلا بعد وفاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- و عند عودته يمر على قبر أستاذه ومعلم البشرية -عليه أفضل الصلاة والسلام- ، ولايطيق "معاذ" بقاءً بالمدينة فلقد عاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن يكون رايةً من رايات الجهاد فيستأذن خليفة رسول الله-صلى الله عليه وسلم- أبا بكر ألا يُقيم بالمدينة و أن يعود على الفور إلى بلاد الشام عسى أن يرزقه الله سبحانه و تعالي الشهادة هناك .فيأذن له "الصدّيق" و ينطلق معاذ ليجاهد تحت أمرة أبا عبيدة بن الجرّاح ..
.
ويشاء الله سبحانه وتعالى أن يموت أبا عبيدة بالطاعون فيأمر عمر بن الخطاب -الخليفة آنذاك - أن يتولى القيادة "معاذ بن جبل" ، لكن لم تمض أيام قلائل إلا ويُبتلى معاذ بن جبل بالطاعون .
.
لينام ابن الثالثة و الثلاثين على فراش الموت مُحدقاً في السماء مناجياً المولى عز وجل :
.
"اللهم إنك تعلم أني كنت أخافك ولكني اليوم أرجوك ، اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحب الدنيا لجري الأنهار،ولا لغرس الأشجار ....لوكن لظمأ الهواجر ومكابدة الساعات ،ونيل المزيد من العلم و الإيمان و الطاعة "
.
ثم بسط يمينه كأنه يصافح الموت : " مرحباً بالموت .. حبيب جاء على فاقه "
.
وفاضت روحه الطاهرة ليلقى الأحبه ..
.
نسأل الله سبحانه وتعالي أن يجمعنا بهم ومعهم في دار كرامته إنه سميع قريبُُ مجيب الدعوات .
.
____________________________
.
*
عن حديث رواه أحمد و الترمذي : [ عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أرحم أمتي بأمتي أبو بكر و أشدهم في أمر الله عمر و أصدقهم حياء عثمان و أعلمهم بالحلال و الحرام معاذ بن جبل و أفرضهم زيد بن ثابت و أ قرؤهم أبي بن كعب و لكل أمة أمين و أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح[
.
‏**
بمِلاك : بكسر الميم ، أي :بما به يملك الإنسان ذلك كله بحيث يسهل عليه جميع ما ذكر
.
***
كرائم : جمع كريمة وهي جامعة الكمال الممكن في حقها من غزارة لبن وجمال صورة أو كثرة لحم أو صوف
.
****
ولا آلو : بمد الهمزة - متكلم من آلى يألو ، و قال الخطابي : معناه لا أقصر في الاجتهاد ولا أترك بلوغ الوسع فيه
.
المصادر : كتاب رجال حول الرسول
خطب الشيخ الفاضل محمد حسّان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

Sunday, June 3, 2007

السيدة حليمة السعدية



والأن مع أم النبى صلى الله عليه وسلم من الرضاعه



السيدة ( حليمة السعديه )

- هي :

السيدة" حليمة بنت أبى ذؤيب عبد الله بن الحارث بن شجنة بن رزام بن ناصرة ابن سعد بن بكر بن هوازان .
زوجها : " الحارث بن عبد العزى "


- مرضعة النبى (ص) :

عندما قدمت السيدة حليمة رضى الله عنها –مكة تلتمس طفلا رضيعا ً , وكانت تلك السنه مقحطة جافه على قبيلتها (قبيلة بنى سعد) مما جعل النساء يسعين وراء الرزق, فأتين مكة ,حيث جرت العادة عند أهلها أن يدفعوا بصغارهم الرضع إلى من يكفلهم كانت تلك السنه مجدبة
كما تروى السيدة حليمة فتقول :

قدمت مكة فى نسوه من بني سعد ,نلتمس الرضعاء فى سنه شهباء (مجدبة) على أتان ضعيفة (أنثى الحمار ) معي صبى وناقه مسنة , ووالله ما نمنا ليلتنا لشده بكاء صبينا ذاك من ألم الجوع , و لا أجد فى ثديي ما يعينه ,و لا فى ناقتنا ما يغذيه , فسرنا على ذلك حتى أتينا مكة , وكان الركب قد سبقنا إليها , فذهبت إلي رسول الله فأخذته , فما هو إلا أن أخذته فجئت به رحلي ,حتى أقبل على ثدياى بما شاء من لبن, وشرب أخوه حتى روى , وقام زوجي إلى الناقه فوجدها حافلة باللبن فحلب وشرب , ثم شربت حتى ارتوينا فبتنا بخير ليله , فقال لي زوجي . يا حليمة ! والله إني لاراك قد أخذت نسمه مباركه , ألم ترى ما بتنا به الليلة من الخير و البركة حين أخذناه


- كانت السيدة حليمة حانية على الرسول لا تفرق فى المعاملة بينه و بين أولادها من زوجها .. وكان لها من زوجها " الحارث بن عبد العزى" أبناء هم أخوه الرسول من الرضاعة و هم " عبد الله" و " أنيسة" , و" حذا فه" ( وهى الشيماء)


- وقد كان الرسول عليه السلام يكرم السيدة حليمة ويعلى قدرها فقد عاش معها قرابة أربعه أعوام تربى فيها على الأخلاق العربية الحميدة وقد ردته إلى أمه السيدة أمنه بنت وهب , وعمره خمس سنوات و شهر واحد.


- إسلامها رضى الله عنها :
قدمت مع زوجها بعد النبوة فأسلما .
- قدم الحارث بن عبد العزى زوج حليمة السعدية , إلى مكة فقالت له قريش :"ألا تسمع مايقول ابنك ؟ إن الناس يبعثون بعد الموت
فقال : أى بنى , ماهذا الذى تقول ؟
قال :" نعم , لو قد كان ذلك اليوم أخذت بيدك حتى أعرفك حديثك اليوم " .
فأسلم الحارث بعد ذلك , وحسن إسلامه , وكان يقول :" لو قد أخذ ابنى بيدى لم يرسلنى حتى يدخلنى الجنة ".


- عن أبى الطفيل قال :
" رأيت رسول الله يقسم لحما بالجعفرانه , فجاءته امرأة فبسط لها رداءه فجلست عليه , فقلت من هذه ؟ فقالوا : أمه التى أرضعته" (الطبرانى)


- وفاتها :

توفيت رضى الله عنها فى السنه الثامنه من الهجرة .. وقد ذرفت عيناه ( صلى الله عليه وسلم ) بالدموع عليها.
رضى الله عن السيده حليمه وأرضاها .. وسلام عليها فى الخالدين .
.
.
.
المصدر : حياة الصحابيات وسيرتهن العطره ..
تأليف : فؤاد بن سراج عبد الغفار كتيب أمهات النبي

Thursday, May 31, 2007

السيده آمنه بنت وهب

.
مع الأم الأولى للنبى صلى الله عليه وسلم :
.
.
السيده ( آمنة بنت وهب )
.
.
- نسبها :
.
.
والدها : " وهب ابن عبد مناف" سيد بنى زهرة نسباً و شرفاً .
زوجها : " عبد الله بن عبد المطلب " .
.
.
- زواجها :
.
.
أخذ " عبد المطلب " بيد ابنه "عبد الله " فخرج به حتى أتى" وهب ابن عبد مناف" . فزوجه ابنته" آمنة بنت وهب" وهى يومئذ أفضل أمراه من قريش نسبا وموضعاً فلما دخل بها و حملت برسول الله لم تشعر بألم ولم تجد ثقله كما تجد النساء وذات ليله أتاها آت و هي بين اليقظة و المنام , فقال لها : " هل شعرت أنك حملت ؟
فقالت :ما أدري .
فقال: انك حملت بسيد هذه الأمة و نبيها , و آيه ذلك أنه يخرج معه نور يملأ بصري من ارض الشام , فإذا وضع فسميه أحمد أو محمد ,ثم تركها حتى اقتربت ولادتها فجاءها يقول : " أعيذه بالواحد من شر كل حاسد "
.
.
وقد بقى صلى الله عليه وسلم فى بطن أمه آمنة تسعه أشهر كاملة , لا تشكوا وجعاً ولا مغصاً ولا ما يعرض لذوات الحمل من النساء . وأثناء مدة الحمل توفى" عبد الله بن عبد المطلب" , زوج آمنة ,فحزنت عليه حزنا ًشديداً , ولم يترك عبد الله لزوجته سوى خمسه جمال و قطعه أرض و جاريه تسمى أم أيمن .
.
.
- مولد النبى صلى الله عليه وسلم :
.
.
فى يوم الاثنين 12 ربيع الأول بعد حادثه الفيل بخمسين يوما , سعدت البشرية بميلاد خير الأنام , و قد رأت السيدة آمنة ما أخبرت به ؛ رأت نوراً سطع منها أضاءت له قصور الشام ,ونزل المولود على كفيه و ركبتيه شاخصا ببصره إلى السماء, مقبوضه أصابع يده , و مشيراً بالسبابة كالمسبح بها .
.
وعندما أرسلت السيدة آمنة إلي عبد المطلب جد الرسول تخبرة بأنه قد ولد له ولد , فجاء مسرعاً , فحدثته بما رأت فى حمله وما أمرت به أن تسميه , فحمله جدة إلى الكعبة و طاف به البيت ,يدعوا الله و يشكره و سماه محمد , فلما سُئل عن التسمية قال أردت أن يحمده الله فى السماء و يحمده الناس فى الأرض.
.
.
كانت السيدة آمنة أول من أرضعت الرسول وظلت ترضعه سبعه أيام ثم جاءت مرضعات بنى سعد , فأخذته السيدة " حليمة السعدية" فكان بركه عليها و على قومها بعد حادثه شق الصدر عادت السيدة حليمة بالرسول إلي مكة حيث عاش فى كنف أمه وجده حتى بلغ 6سنوات فذهبت السيدة آمنة لزيارة أهلها و أخوال ابنها من بنى عدى بن النجار فى يثرب وكان معها الرسول و جاريتها أم أيمن وظلت هناك شهراً .
.
.
وفى يثرب رآة رهبان اليهود , فنظر إليه أحدهم وسأله عن اسمه ونظر إلي ظهرة ثم قال هذا نبي هذه الامه ,واخبر أمه و أخواله بذالك . فخافت عليه" السيدة آمنة" من بطش اليهود وكيدهم فخرجت من يثرب قاصدة مكة ولكنها مرضت بمكان يسمى "الأبواء" وشعرت بدنوا أجلها فأوصت جاريتها" أم أيمن " بابنها ثم قالت .. كل حي ميت , وكل جديد بال , وكل كبير يفنى , وأنا ميته وذكرى باق , وقد تركت خيراً , وولدت طهرا .
.
.
ثم توفيت السيدة أمنه ودفنت فى المكان الذى ماتت فيه .
.
.
المصدر كتيب :أمهات النبي (إعداد: منصور عرابي)

أمهات النبى

بسم الله الرحمن الرحيم

سأبدأ بإذن الله مع :
.
.
.
"أمهات النبى "
.
.
نساء كان الرسول صلى الله عليه وسلم يناديهن بقوله: " يا أم "
.
.
1- آمنة بنت وهب .(أم النبى صلى الله عليه وسلم )
.
2- حليمة السعدية . ( مرضعة النبى صلى الله عليه وسلم )
.
3- فاطمة بنت أسد .( زوجة أبى طالب عم النبى صلى الله عليه وسلم )
.
4- أم أيـمـن . ( أم النبى بعد أمه وحاضنته صلى الله عليه وسلم )
.
يتبع

Monday, April 30, 2007

السلام عليكم

بسم الله الرحمن الرحيم
.
الحقيقه وددت الثرثره عن هدف مدونتنا .. ولا أدرى ماذا أقول لكن فقط
نعلم ان هناك الكثير من المواقع التى تقدم سير الصحابه ومعلومات تهمنا .. لكنها محاولة منا نحو الايجابية ربما ..
ما أعلمه ان هناك هدف كنت اطوق له أن يكون لى دور بناء فى شئ ما ..وان اعرف عن الصحابة والسلف ما اعرفه عن الكتاب والمشاهير .
لكن لم احقق هدفى للآن ..
.
هى محاوله إذن , نسعى فيها للبحث أو للتزود بمن سبقنا ..
يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم - "أصحابى كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم "
لذا سنحاول هنا أن نقرأ عنهم ثم نسرد بعض منهم هاهنا .. أشياء كثيره أفكر فى وضعها , وأفكار اتمنى لو حققتها هنا .
.
لذا لا أملك الان الا أن أدعوا بأن يوفقنا الله إلى ما يحب ويرضى , وأن يجعل عملنا خالصاً لوجهه .
.
ودمتم بالخير
.