بسم الله الرحمن الرحيم
" من ترك شيئاً لله ,عوضه الله خيراً منه "
يروى أن رجلاً من العُباد كان فى مكة , وانقطعت نفقته , وأصابه الجوع الشديد , وشارف على الهلاك , وبينما هو يدور فى أحد أزقة مكة عثر على عقد ثمين نفيس ,فأخذه وذهب إلى الحرم , وهناك وجد رجل ينشد هذا العقد , قال : فوصفه لى , فما أخطأ فى صفته شيئاً , فدفعت له العقد على أن يعطيني شيئاً . قال : فأخذ العقد وذهب , لا يلوى على شئ , وما سلمني درهماً ولا نقيراً ولا قطميراً . قلت : اللهم إني تركت هذا لك , فعوضني خيراً منه .
ثم ركب جهة البحر فذهب بقارب , فهبت ريح هوجاء , وتصدع هذا القارب , وركب هذا الرجل على خشبة , وأصبح على سطح الماء تلعب به الريح يمنة ويسرة , حتى ألقته إلى جزيرة , فنزل بها ووجد بها مسجداً وقوماً يصلون فصلى , ثم وجد أوراقاً من المصحف فأخذ يقرأ , قال أهل الجزيرة له :أئنك تقرأ القرآن , قال : نعم .
قالوا: علم أبناءنا القرآن , يقول فأخذت أعلمهم بأجر , ثم كتبت خطاً , فقال أهل الجزيرة :أتعلم أبناءنا الخط؟ , قال قلت : نعم . فعلمتهم بأجرة .
ثم قالوا: إن هنا بنتاً يتيمة كانت لرجل منا فيه خير وتوفى عنها , هل لك أن تتزوجها ؟ قلت : لا بأس ..يقول :فتزوجتها , ودخلت بها فوجدت العقد ذلك بعينه فى عنقها . قلت ما قصة العقد؟ فذكرت أن أباها أضاعه فى مكة ذات يوم , فوجده رجل فسلمه إليه , فكان أبوها يدعوا فى سجوده ,أن يرزق ابنته زوجاً كذاك الرجل
فقال :فأنا الرجل .
رد الله له العقد بالحلال , بعدما تركه ابتغاء وجهه تعالى
المصدر : كتاب لا تحزن ..د/ عائض القرنى ص337
3 comments:
السلام عليكم
سبحان الله
الجزاء من جنس العمل
ومن يتصبر يصبره الله ومن يستعفف يعفّه الله
كرم مسلم :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نعم سيدى من ترك شيئا لله عوضه الله بخير منه وهو على ذلك قدير ..
مرحبا بك كرم
يالله
أحب هذا الحديث جدا .. وأحاول العمل به قدر استطاعتى
الجميل أن ما أتركه لا أندم عليه بعدها أبداً
شكرا يا بنت على القصة المعبرة دى
Post a Comment