بسم الله الرحمن الرحيم
قال عنها النبي " هذه بقية أهل بيتي "
هي: بركه بنت ثعلبه بن عمرو بن حصن بن مالك بن سلمه بن عمرو بن النعمان ,, كان يقال لها أم الظباء , وكنيتها :أم أيمن
و هي أم الرسول بعد أمه وحاضنته , أسلمت أول الإسلام وهاجرت الهجرتين إلى الحبشة و إلى المدينة , كان الرسول يناديها "يا أمه" , و كان إذا نظر إليها يقول " هذه بقيه أهل بيتي " , وكان الرسول يزورها دائما و يكرمها ويقول عنها أم أيمن هي أمي بعد أمي " وكانت سعيده بهذا الأمر وتعيشه كأنه حقيقة , فكانت تحنوا عليه حنان الام على ابنها , وتخشى عليه خشيتها و تغضب عليه أحيانا كما تغضب الام . فعن أنس -رضى الله عنه - قال : انطلق بنا رسول الله إلى أم أيمن , فانطلقت معه , فناولته أناء فيه شراب . قال : فلا أدرى أصادفته صائما أو لم يرده , فجعلت تصخب عليه ( تصرخ فيه ) وتذمر عليه ( تكلمه بحده و غضب ) و ما كانت لتفعل ذلك مع رسول الله -صلى الله عليه و سلم - إلا وهو يعلم أنه بمثابة الابن , فهي قد حضنته و ربته -صلى الله عليه و سلم.
***
- تقول رضي الله عنها عن هجرتها إلى المدينة : خرجت مهاجرة من مكة إلى المدينة وأنا ماشية على رجلي وليس معي زاد, فعطشت وكنت صائمة فأجهدني العطش , فلما غابت الشمس إذا بإناء تعلق عند رأسي مدلى برشاء ( أي حبل ) أبيض , فدنى منى حتى إذا كان بحيث أستمكن منه تناولته فشربت منه حتى رويت , فكنت بعد ذلك فى اليوم الحار أطوف فى الشمس لكي أعطش فما عطشت بعدها 0
***
* عرفت أم أيمن بالحبشية , حيث كانت خادمه " عبد الله بن عبد المطلب " والد النبي فلما مات صارت لزوجته السيدة آمنة أم النبي , و بعد موت السيدة آمنة كانت أم أيمن هي من دفنتها , ثم ظلت في خدمه الرسول إلى أن تزوج من السيدة خديجه فظلت فى خدمتهما 0
***
* زواجها :تكفلت السيدة خديجه بتجهيزها عندما تقدم إليها " عبيد بن زيد " من بنى الحارث بن الخزرج , بعد عام من الزواج أنجبت ابنها أيمن الذي تكنى به وقد أستشهد فى موقعه خيبر , وبعد موت "عبيد بن الحارث" تقدم إليها " زيد بن حارثه" وقد زاد من رغبته فى نكاحها قول الرسول " من سره أن يتزوج امراه من أهل الجنة , فليتزوج أم أيمن " وقد أنجبت منه أسامه بن زيد الذي قاد جيش المسلمين وهو ابن ثمان عشر سنه وكان هذا الجيش يضم كبار الصحابة 0
***
* شاركت أم أيمن فى المعارك الإسلامية مع الرسول فقد شهدت أحد و كانت تداوى الجرحى , وتسقى المسلمين ,وبنما كانت أم أيمن تقوم بسقاية الجرحى , أصابها سهم من أحد المشركين وهو " حبان بن العرقة " فوقعت أرضاً , فضحك حبان ضحكاً شديداً , فشق ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم , ودفع إلى " سعد بن أبى وقاس " سهماً لا نصل له وقال له "ارم " فأصاب السهم حبان فوقع مستلقياً وبدت عورته فضحك رسول الله حتى بدت نواجذه ثم قال " استقاد لها سعد ,أجاب الله دعوتك وسدد رميتك " .0
وفى غزوة أحد أيضاً عندما صاح إبليس أن محمداً قد قُتل تفرق الناس , فمنهم من ورد المدينة حتى دخلوا على نسائهم فقالت النساء " عن رسول الله تفرون ؟؟ ".. فلقيتهم أم أيمن تحثي في وجوههم التراب وتقول لبعضهم " هاك المغزل فاغزل به , وهلم سيفك "( أي خذ المغزل لتفعل كما تغزل النساء , وأعطني سيفك ) .0
وقد شهدت غزوه خيبر أيضاً مع عشرون امرأة خرجن مع الرسول , وقد عيرت ابنها أيمن لتخلفه بسبب مرض حصانه واتهمته بالجبن , علماً بأن أيمن كان من فرسان النبي - صلى الله عليه وسلم - 0
***
* وقد ضربت أم أيمن مثلاً في الصبر واحتساب مصابها عند الله .. ففي سنة 8 هجريه استشهد زوجها " زيد بن حارسه " في غزوة مؤته , وقد كان أحد القواد الثلاثة الذين استشهدوا في تلك الغزوة ..فاحتسبت وصبرت .. وفى نفس السنة في شهر شوال كانت غزوة حنين العصيبة , وبالرغم أن كثيرين فروا من حول رسول الله لهول الموقف وشراسة المعركة ودهشة المفاجأة , ظل أيمن بن عبيد الله إلى جوار رسول الله مع القلة الباقية حتى نال الشهادة.. فصبرت واحتسبت عند الله استشهاد زوجها وابنها في عام واحد.
* أما موقف السيدة أم أيمن من حادثة الإفك .. فعندما رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من غزوة بنى المصطلق , قال أهل الإفك ما قالوا عن السيدة عائشة - وقد برأها الله تعالى في كتابه الكريم - , وعندما سألها النبي عن عائشة وقال " أى امرأة تعلمين عائشة ؟".. فقالت أم أيمن "حاشا سمعي وبصري أن أكون علمت أو ظننت بها إلا خيراً "
***
* و لما توفى النبي قال أبو بكر لعمر أنطلق بنا إلى أم أيمن نزوها كما كان رسول الله يزروها , فلما دخلا عليها بكت فقالا ما يبكيك فما عند الله خير لرسوله ؟ فقالت : أبكى أن وحي السماء قد انقطع , فهيجتهما على البكاء ,فجعلت تبكى و يبكيان معها .
* وعندما قتل عمر بن الخطاب بكت أم أيمن وقالت : اليوم وهن الإسلام ..وقد كان فبعد موت عمر دبر اليهود خططهم للقضاء على الإسلام وما تلاه من قتل عثمان و يوم الجمل..الخ
***
* وقد روت أم أيمن بعض الأحاديث عن الرسول .. وتوفيت رضي الله عنها في آخر خلافه عثمان بن عفان - رضي الله عنه - و دفنت بالمدينة بعد أن تجاوزت التسعين من عمرها
فرضى الله عن "أم أيمن " فى الخالدين